استبعد خبراء نفطيون أن يحدث الاتفاق الأخير بين السعودية وروسيا وقطر ووفنزويلا، أي تغيير في سوق النفط، مؤكدين أن الظروف التي تعيشها الدول المصدرة للبترول من عجز مالي يوفر حوافز للتوصل الى اتفاق. وقال الخبير في المسائل الطاقوية شمس الدين شيتور، إن خفض إنتاج النفط ب 5 بالمائة لكل دولة منتجة يعد ضرورة لدعم الاسعار، مضيفا أن الاتفاق الاخير بين السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا لن يكون له أي تأثير. واكد شيتور على امواج الاذاعة الوطنية، أن ”تجميد مستوى الإنتاج لن يكون له أي تأثير إذا لم يكن هناك خفض على الاقل 5 بالمائة، أي ما يعادل 2.5 مليون برميل يوميا”. يذكر أن السعودية وروسيا وقطر وفنزويلا قد اتفقت يوم الثلاثاء بالدوحة على تجميد إنتاجها عند مستوى يناير. ولكن الخبير لفت الى أن اعضاء ”اوبك” الآخرين لم يشركوا في الاجتماع، لاسيما أهم المنتجين المتمثلين في إيران والعراق اللذين ينتجان 6 ملايين برميل يوميا مقابل حوالي 32 مليون برميل يوميا إجمالي إنتاج المنطمة، دون احتساب العرض الذي يفوق الطلب على المستوى الدولي. ومن جهة أخرى يرى جان - فرنسوا سيزنك، الخبير النفطي في جامعة جورج تاون الأمريكية، أن ”العجز المالي الضخم وخفض الدعم الذي نتج عنه يوفر حوافز للتوصل إلى اتفاق”. ويضيف ”مجرد أن السعودية وروسيا تتحادثان هو إضافة كبيرة لأسعار النفط التي كسبت زهاء 20 في المئة منذ بدء الحديث عن عقد اجتماع في الدوحة”. وحول عودة إيران الى السوق، أشار شيتور إلى ان ذلك سيؤدي نظريا إلى تذبذب السوق، لكن هناك صراع قوى يتم الآن ويوجد جزء من الخداع في هذه المسألة، لأنه يتعين النظر الى ما وراء النفط”، مشيرا في هذا السياق للتوترات القائمة بين إيران والعربية السعودية. وأشار الخبير من جهة اخرى إلى أن سعر النفط سيتضاعف ابتداء من نهاية 2016 وبداية 2017، مستندا في ذلك إلى آراء المحللين الذين يراهنون على سعر 60 دولارا للبرميل. وفي هذا الصدد ذكر بأن السوق النفطية شهدت اضطرابا بفعل الغاز الصخري، خاصة في الولاياتالمتحدةالامريكية، حيث اغتنم المنتجون سعر 100 دولار للبرميل لضخ الكثير من هذا النفط، ما ساهم في زيادة العرض في السوق. غير أن الخبير يرى أن الانخفاض الحالي لنشاط التنقيب في الولاياتالمتحدة عقب انخفاض أسعار النفط من شانه أن يدعم اسعار الخام. وكشف الخبير أن 60 شركة نفطية امريكية أفلست بفعل عدم تحقيق المردودية بسعر برميل ب30 دولارا، ومن بين 1600 آلة حفر وتنقيب في هذا البلد لم يبق سوى أقل من 500 آلة.