إذا اخترنا للإبداع عنوانا وللموسيقى لغة، لقلنا عازف الكمان الروسي سيرقاي ستادلر، الذي رحل بجمهور المسرح الوطني الجزائر إلى روائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية وعزف مقاطع تشايكوفسكي بمرافقة الأوركسترا السنفونية الوطنية بقيادة المايسترو أمين قويدر. ولم يخب ظن مدير الأوركسترا السيمفونية الوطنية، عبد القادر بوعزارة، الذي قال بأنه ينتظر توافد جمهور كبير على المسرح الوطني الجزائري، حيث كان الحضور قويا وامتلأت كل مقاعد قاعة المسرح الوطني الجزائر ما دفع الكثيرين لمتابعة الحفل واقفين من أجل الاستمتاع بروائع الموسيقار العالمي عازف الكمان وقائد الأوركسترا سيرقاي ستادلر. وعزفت الأوركسترا الوطنية بمرافقة ستادلر السنفونية رقم واحد في الجزء الأول من الحفل، وهي السنفونية ذات الحركات الأربع وطويلة نوعا ما وتعد من روائع الموسيقى الكلاسيكية العالمية، وتتكون من أربع حركات، الأولى هي حركة حزينة، الحركة الثانية سريعة حية وهي على كآبتها وسرعتها وعنفها أقرب إلى معزوفة شيطانية، أما الحركة الثالثة فهي متهادية تظهر فيها قدرة مرجعية على المعالجة الجديدة للحن الأساسي وتنتهي نهاية هادئة متفائلة، وتختتم السنفونية بالحركة الرابعة التي تعد انتصارية فيها الكثير من العناصر التجديدية وتمتاز بالقوة وسرعة الايقاع. وخصص الجزء الثاني من الحفل لآلة الكمان وعلى إيقاعاته أمتع ستادلر الجمهور الذي تمنى أن لا ينتهي الحفل، خصوصا وأنه أعجب بطريقة عزف ستادلر التي تعبر فريدة من نوعها نظرا لطريقة تعامله وتفاعله مع الكمان، حيث ينتقل بين النوطات الموسيقية بسلاسة رهيبة ويأخذ الجمهور بين العالي والهابط في مزج أقل ما يقال عنه أنه رائع. وخصص القسم الثالث والأخير من الحفل لعزف مقطوعتين جزائريتين الأولى هي "صالح باي" والتي قام بتوزيعها رشيد صاولي، أما المقطوعة الثانية والتي استمتع بها الحاضرون فكانت أغنية " كان في عمري عشرين" للراحل الهاشمي قروابي والتي وزعها بويفرو. للإشارة، يعد ستادلر من أشهر عازفي الكمان في العالم، هو من خريجي معهد الموسيقى لسان بيترسبورغ، فاز بعدة جوائز دولية في براغ، وتحصل على الاستحقاق الأول والميدالية الذهبية بمسابقة تشايكوفسكي بموسكو، ومتحصل على اللقب الشرفي "فنان الشعب" لروسيا.