احتضن المسرح الجهوي “كاتب ياسين” بولاية تيزي وزو، عرضا موسيقيا للأوركسترا السنفونية الوطنية بقيادة المايسترو الروسي غوراسيم فورونكوف، الذي أمتع العائلات القبائلية الوافدة على المسرح، بباقة من الألحان المتنوّعة من روائع الموسيقى الكلاسيكية الجميلة. كان عشّاق الموسيقى العالمية بعاصمة جرجرة على موعد مع باقة من المقاطع الموسيقية، التي استطاع من خلالها المايسترو غوراسيم العودة بالجمهور إلى تراث أشهر عمالقة الموسيقى الكلاسيكية أمثال الملحن الروسي بيوتر تشايكوفسكي (1840-1893) صاحب 76 مقطوعة موسيقية و10 أوبرات، في حفل موسيقي أقل ما يقال عنه إنه متميّز. المايسترو وطيلة ساعتين من الزمن، أثّر في الجمهور المستمع بالعزف على آلات مختلفة، شكّلت في تناسقها ألحانا جميلة ومعبّرة، بعثت الراحة في نفوس المستمعين، الذين لم يشعروا بالوقت وهو يمر أمام تفنّن الأوركسترا السنفونية الوطنية في الانتقال من مقطوعة موسيقية لأخرى، بشكل جعل الجمهور يرحل إلى زمن الموسيقى الكلاسيكية الجميلة، والتي كانت دائما تصف وتعبّر عن الأحداث والمواقف وهي تحاكي المشاعر المشتركة لجميع أفراد الناس.ولقد اكتظت القاعة بالجمع الغفير من العائلات التي قصدت المسرح الجهوي “كاتب ياسين” لمتابعة الحفل الموسيقي؛ ما يؤكّد أنّ سكان المنطقة يعشقون الموسيقى الكلاسيكية؛ إذ لم يفوّتوا فرصة حضور الحفل الرائع الذي كانت فيه الألحان القوية والجميلة، تعبّر لوحدها وتترجم أحاسيس كلّ واحد من الحضور الذين غادروا القاعة؛ وكأنّهم في جلسة التحليل النفسي؛ نظرا لتأثير المقاطع الموسيقية المختلفة التي قدّمتها الأوركسترا التي يزيد عدد عناصرها عن 30 عازفا، إضافة إلى الصوت الجميل لعازفة البيانو لويزة حمادي، التي حازت على جوائز مختلفة، منها الجائزة الثالثة لمسابقة موسيقى غرفة تيودورو بالو في 2008، وجائزة خاصة في مسابقة دولية للبيانو دوفيلا كبدابيرا في 2010، وجائزة دولية أخرى في 2012 ببرشلونة. وفي العام الماضي حازت على جائزة أحسن أداء سوناتة “لحن موسيقي” في مسابقة عالمية للبيانو بمدينة إبيزا.