أكد رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالتشاد، الشيخ حسين حسن أبكر، أمس، أن بلاده ترغب في الاستفادة من خبرة ورصيد الجزائر في الدعوة للإسلام الوسطي وعلاج التطرف باسم الدين الإسلامي، مشيرا إلى أن الجزائر منحت بلاده مساعدات هامة كالمراجع وقبول تكوين الأئمة. وقال حسن أبكر، في تصريح للصحافة عقب جلسة عمل جمعته بإطارات وزارة الشؤون الدينية والأوقاف برئاسة الوزير محمد عيسى، إن المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بجمهورية التشاد يريد الاستفادة من خبرة الجزائر ورصيدها الدعوي للإسلام الوسطي وعلاج التطرف، لاسيما وأنه ضروري في وقت تعيش فيه الأمة الإسلامية كوارث ومتاهات ترتكب باسم الدين من طرف شباب صغيري في السن وفي العلم، مشيرا إلى أن الإسلام بريء من هذا التطرف الذي أصبح مرضا محليا وعالميا وإقليميا. ودعا المتحدث إلى ضرورة تظافر جهود الأمة الإسلامية لمكافحة التطرف، مؤكدا أن القارة الإفريقية عائلة واحدة، وعلى الجار أن يقف إلى جانب الجار في مكافحة التطرف الدموي الذي هو في تناقص. وكشف رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالتشاد أنه قدم للجزائر عبر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، طلبات كثيرة منها تكوين الأئمة، وإيفاد أساتذة جامعيين من الجزائر للتدريس في جامعات التشاد، والتزود بالمراجع، وكذا بناء مركز ثقافي جزائري متعدد الأغراض في جمهورية التشاد، مشيرا إلى أن الجزائر لبت كل هذه الطلبات، ”ومنحت لنا أكثر”، مبرزا أنه ستكون هناك زيارات متبادلة في المستقبل لدراسة سبل التصدي للفكر المتطرف ورد الأمة الإسلامية إلى الإسلام الوسطي المعتدل. من جهته، ثمّن وزير الشؤون الدينية والأوقاف زيارة رئيس المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية بالتشاد للجزائر، موضحا أن التحدي بين البلدين واحد ويتمثل في مكافحة الإرادات الشريرة التي تسعى لتشويه الدين الإسلامي وشرذمة المسلمين إلى طوائف متناحرة وإبعاد حب الأوطان من الشباب، وأكد أن الجزائر مستعدة لتقاسم هذه التجربة مع دولة التشاد الشقيقة عبر المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، والعمل معا لسد الطريق أمام إرادات الشر، وتحصين المجتمعات فكريا بمدرسة الوسطية والاعتدال التي تستمد منها كل الدول الإفريقية مرجعيتها.