من المقرر أن يبحث الأمين العام للأمم المتحدة غدا، مع مجلس الأمن، مسألة تصريحاته التي عرى خلالها حقيقة المأساة التي خلفها الاحتلال المغربي للصحراء الغربية، مؤكدا - المتحدث - باسمه أن بان كي مون لا يزال محافظا على تلك التصريحات. وبدا ارتباك الرباط بعد أن أدت الجهود المتواصلة للأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون، من أجل إيجاد حل يسمح بتقرير مصير الشعب الصحراوي الذي يرزح تحت الاحتلال المغربي، ما جعل المغرب في وضعية حرجة، حيث أعلن في بيان عن قراره بتقليص محسوس للتشكيلة المدنية لبعثة الأممالمتحدة من أجل تنظيم استفتاء حول تقرير المصير في الصحراء الغربية ”مينورسو”، لا سيما الفرع السياسي، مع الوقف الفوري لمساهمته المالية في هذه البعثة، رغم أنه يستفيد ولا يفيد. ونددت الأممالمتحدة بهذا القرار ”المؤسف” من المغرب، مشيرة إلى أنه تم ”اتخاذ الإجراءات” اللازمة. كما أكد الناطق الرسمي للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك، أن بان كي مون، لازال محافظا على تصريحاته، وأنه صرف النظر عن زيارة المغرب بالنظر إلى المناخ السائد، وأضاف أنه ”ليس هناك أية زيارة مرتقبة للأمين العام الأممي”، وأنه ”لا مجال للحديث عن انسحاب البعثة”. وقد اجتمع مجلس الأمن الدولي أمس الأول، للرد على قرار المغرب، حيث أشار رئيس المجلس في شهر مارس، السفير الأنغولي إسماعيل غاسبر مارتنس، إلى أنه ”نجري مشاورات في هذا الموضوع”، مؤكدا أن بعثة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية قد تم نشرها بطلب من مجلس الأمن، مضيفا أنه ”إذا حدث شيء ما لهذه البعثة فإننا سنعمل على إيجاد الوسائل لحلها”. وتمكنت الجهود الأممية من التأثير على المغرب الذي خفف من قراره بطرد 84 من أعضاء مهمة الأممالمتحدة في الصحراء الغربية (مينورسو)، وبعد أن أمهلت الرباط الخبراء المدنيين ثلاثة أيام للمغادرة، عادت ومنحتهم ”بضعة أيام إضافية”. في المقابل، اتهم الوزير المغربي المنتدب لدى وزير الشؤون الخارجية ناصر بوريطة، في ندوة صحافية عقدها أمس، في الرباط، بان كي مون، بالتطاول على الملك محمد السادس، زاعما أنه ”تطاول على الملك، حين أكد موعدا للقيام بزيارة إلى المغرب، يخالف أجندة جلالة الملك”.