حاصرت قوات الشرطة الجيش التونسيين، منزلا، بجهة المعمرات إحدى ضواحي مدينة بن قردان، جنوب شرق البلاد، يتحصن به مسلحون وجرى تبادل لإطلاق النار بين الجانبين، أصيب خلاله خمسة من رجال الأمن ومدني. يذكر أن بيانا مشتركا بين الداخلية والدفاع صدر ليل الأحد، أشار إلى أن الوحدات الأمنية والعسكرية قد تمكنت من قتل إرهابيين اثنين خلال العملية. وأضاف البيان أن العملية الأمنية والعسكرية لا تزال متواصلة بتطويق المنزل المذكور، مشيرا إلى أنه سجلت خلال العملية إصابات غير خطيرة لدى رجل أمن وآخر من الحرس الوطني وثلاثة عسكريين، بالإضافة إلى إصابة مدني. وكانت وسائل الإعلام المحلية تناقلت خبر احتمال تواجد أحد أبرز قادة تنظيم داعش في ليبيا، في بن قردان. وكان الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، دعا يوم الأحد مواطنيه إلى الوحدة الوطنية لمواجهة التحديات الكبيرة التي تواجهها البلاد وفي مقدمتها الإرهاب. وقال السبسي في خطاب ألقاه بمناسبة الذكرى الستين لاستقلال تونس: ”نحن الآن نواجه تحديات كبرى وأولها الإرهاب الذي قاسينا منه في 2015، وأن الحرب ضد الإرهاب متواصلة”. يذكر أنه في 2015، تبنى تنظيم الدولة الإسلامي المتطرف سلسلة اعتداءات دموية، كان أولها على فندق في سوسة ما خلف 38 قتيلا أغلبهم من البريطانيين، والذي شكّل ضربة موجعة للسياحة في البلاد. كما تعرض متحف باردو بالعاصمة لاعتداء دام، خلف 22 قتيلا بينهم 21 سائحا أجنبيا. وأسفر هجوم آخر على حافلة لعناصر الأمن الرئاسي عن مقتل 12 عنصرا. وتابع السبسي مخاطبا شعبه إنّ ”من أهم التحديات التي تواجهنا هي تكريس الديمقراطية وأننا ماضون في هذا الاتجاه ونسعى لتحقيقه، ولا بد أن نحقق الوحدة الوطنية”.وبشأن العملية الأمنية الأخيرة في بنقردان وعن الدور الذي لعبه أهالي الجهة في مساندة قوات الشرطة والجيش، قال السبسي: ”أنتم التونسيون بحق” وتابع القول: ”لقد كذّبتم أوهام البعض من أن الجنوب منفصل عن الشمال، وإن شاء الله ستكون الدولة في مستوى مسؤولياتها للاستجابة لمطالب الجنوب”. وقال السبسي: ”نحن نضمن حرية التعبير لكل تونسي وتونسية مهما كان اختلافنا معهم، ونحن نقبل الرأي المخالف، لكن بدون سقف الوطنية ليس هناك أي حركة يمكن أن تنجح. وأنا أنبههم من الآن إلى أنهم لن ينجحوا”، دون ذكر الجهة التي يقصدها بالخطاب. من ناحية أخرى، أعلن الرئيس التونسي أنه قرر إعادة تمثال للرئيس الراحل الحبيب بورقيبة إلى المكان الذي كان فيه في قلب العاصمة تونس قبل أن يزيله زين العابدين بن علي. وأوضح أنه اتخذ القرار بموافقة رئيس الحكومة، الحبيب الصيد، بأن يعود هذا النصب التذكاري إلى مكانه في شارع الحبيب بورقيبة” الرئيسي وسط العاصمة.