متابعة للعملية الأمنية الجارية ببن قردان، تمكنت الوحدات الأمنية والعسكرية التونسية، صباح أمس، من القضاء على ارهابيين آخرين بمنطقة بنيرى وحجز سلاح من نوع كلاشنيكوف ورمانة يدوية في حين لقي عسكري مصرعه وفق بلاغ مشترك لوزارتي الداخلية والدفاع الوطني. بذلك ارتفعت حصيلة الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم، منذ فجر الاثنين، إثر هجوم لعناصر من تنظيم “داعش” الدموي على المدينة إلى 44 عنصرا إرهابيا والقبض على 7 آخرين. كانت القوات الخاصة للجيش الوطني التونسي وفرقة مكافحة الإرهاب قد تمكنتا، في وقت متأخر من ليل الثلاثاء، في عملية مشتركة من القضاء على ستة إرهابيين في منطقة بنيرى ببن قردان من ولاية مدنين كانوا متحصنين بأحد منازل بالجهة. كما ضبطت القوات التونسية 4 بنادق كلاشينكوف عقب هجوم على بيت لمقاتلين تابعين للتنظيم الدموي. تقع منطقة بن قردان في الجنوب الشرقي من تونس ضمن محافظة مدنين المجاورة للحدود مع ليبيا بطول 97 كيلومتراً، ويقارب سكانها ثمانين ألف نسمة. يقابل بن قردان من الجانب الليبي مدينة صبراتة التي استهدفتها غارة أمريكية قتل خلالها عشرات التونسيين من أبناء المدن المجاورة لبن قردان. كانت مدينة بن قردان قد تعرضت، فجر يوم الاثنين إلى هجوم إرهابي، قال كل من الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، ورئيس الحكومة الحبيب الصيد، إنه كان يستهدف تأسيس “إمارة لداعش” الارهابي في المدينة. كشف رئيس الحكومة التونسية، الحبيب الصيد، أن الأبحاث الأولية ترجّح أن يناهز عدد منفذي الهجمات الإرهابية 50 شخصا، أغلبهم يحملون الجنسية التونسية، مبيناً أنه تم القضاء على 31 من أخطر العناصر الإرهابية من فيفري الماضي وإلى غاية عملية بن قردان. أكد أن عملية أسر عدد من المهاجمين والتحقيق معهم كشف 3 مخابئ للأسلحة كانت على ذمتهم تبين أن بها أسلحة متطورة ونوعية تثبت الهدف من الهجوم، كما تم حجز شاحنة مدجّجة بالسلاح. فرضت السلطات التونسية حظر تجول ليلي على بن قردان، بعد الهجمات التي أظهرت التحدي الامني الكبير الذي تعيشه البلاد. تجدر الإشارة إلى أن الجيش التونسي مازال يواصل حملة تمشيط واسعة في محيط مدينة بن قردان بحثا عن الأسلحة وعن إرهابيين. دعم دولي لجهود تونس في مكافحة الارهاب هذا وقد أثارت أحداث بن قردان الدموية حملة استنكار دولية، حيث أدان مجلس الأمن الدولي بأشد العبارات الهجمات التي وقعت في تونس على مواقع للشرطة والجيش وأسفرت عن سقوط جرحى وقتلى بينهم رجال أمن. قال بيان لمجلس الأمن أصدره في هذا الخصوص أنه يدين هذه الهجمات الإرهابية “غير المبررة” وأن كل “عمل إجرامي غير مبرّر مهما كانت دوافعه ومنفذيه”. دعت البلدان ال 15 في مجلس الأمن إلى إحالة منفذي هذه الهجمات إلى العدالة كما حثت كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة إلى التعاون مع السلطات المؤهلة للوصول إلى هذا الهدف. كان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون أدان بدوره هجمات “بن قردان” وجدّد “ التزام الأممالمتحدة بالوقوف مع الشعب التونسي في جهوده لمواجهة آفة الإرهاب.