* 25 ألف أستاذ ناجح في مسابقات الأساتذة ممنوعون من تدريس أقسام الطور الأول تواصل ”الفجر” وفي يومها الثاني في نشر الحوار الحصري مع رئيس اللجنة الوطنية للمناهج بوزارة التربية الوطنية فريد عادل، والذي سيكشف في عددنا هذا أهم ما ستحمله السنة الدراسة 2016/2017 من تغييرات في الطورين الالزاميين، من طرق التقييم وفي كيفية إعداد الدروس، مع كشف كيفية تكليف التلميذ لأول مرة في برامج الجيل الثاني بإعداد نفسه الدروس وتقييم نفسه في الامتحانات مستقبلا، وضوابط الحد نهائيا من إلى الدروس الخصوصية والتمارين المنزلية، مع التعرج إلى أسباب حرمان 25 ألف أستاذ من الناجحين في مسابقات الأساتذة من تدريس أقسام الطور الأول العام القادم. ماذا سيتغير في الدخول المدرسي المقبل 2016/2017؟ من خلال اعتماد مناهج الجيل الثاني التي سيتم اعتمادها في الدخول المدرسي 2016-2017 ”تهدف إلى نقل التلميذ من اكتساب المعارف عن طريق الحفظ والاسترجاع إلى التفكير والتحليل وإبداء الرأي والنقد”، ما يجعل التلميذ مستقل، ووضع حد لما هو سائد” إما أن يحفظ ويحصل على علامة كاملة ولا يحفظ ويحصل على 0 في الامتحان”، ومن هنا ارتأينا أن نعيد النظر في ذلك من أجل جعل التلميذ يستعمل فكره مع استغلال الذاكرة في نفس الوقت التي هي عامل مهم، وهو ما نريد تداركه في هذه المنهجية حتى يستطيع التلميذ أن يكون له استقلالية ويحلل ويناقش ويركب ويقدم، ونعمل على استخدام فكره. وعن الجديد التي ستحمله البرامج ”فإنه عند قراءة المنهاج يلتمس صاحبه وجود سلسلة من الأجزاء المترابطة بحيث يمر التلميذ عبر كل المواد بدون أن يشعر أن هناك فرق بالنظر أنه سيتم اعتماد نفس الخطاب. وأشير أنه ستسمح مناهج الجيل الثاني أولا بمعرفة ”ملامح التخرج” للتلميذ بصفة مسبقة، من خلال ظهور ميولات التلميذ وكفاءاته العلمية في نهاية كل مرحلة تعليمية (ابتدائي، متوسط أو ثانوي). ولتجسيد هذه المقاربة ميدانيا، يتطلب الأمر العمل المشترك بين الأساتذة في إطار ”شبه مجلس للأساتذة” بالمؤسسات التربوية لتحضير الدروس وطرح الإشكاليات التي يمكن أن تقع لأستاذ أو آخر وأن يشتركوا في ايجاد الحلول لذلك. وعن طريقة هذه المنهجية فالتلميذ يتدرب على إدماج هذه المفاهيم بسهولة، لأنه سيصادف هذه المفاهيم في كل مادة وفي كل نشاط. وثانيا فمناهج الجيل الثاني تتميز في طريقة تعليم نفسه، إذ أن دور المعلم في هذه العملية يختلف تماما فلن يكون فقط حامل للمعرفة بل حتى التلميذ يستطيع أن يشارك مشكلات ووضعيات بنفسه وتجعله مبتكرا. وتسهر لجنة تعديل البرامج على توظيف الرصيد المعرفي للتلميذ بالنظر أن طفل السنة الأولى عندما يأتي في خمس سنوات له رصيد معرفي مهم ولا يأتي صفحة بيضاء إلى المدرسة، وفي النظرة القديمة لا نستعمل هذا الرصيد ونعتبره صفحة بيضاء وهذا خطأ، وفي الجيل الثاني سيترك التلميذ ليصبح عنصر يبدي برأيه ويقترح ويقدم وهو ما ينمي قدراته العقلية أكثر. ما الذي ستحمله البرامج المعدلة؟ من خلال تعديل برامج السنة الأولى والثانية والتي تسمى بالطور الأول، فإن التلميذ الذي لا ينجح في هذا الطور فهو مهدد بالرسوب طوال حياته، لهذا ركزنا على التطبيق وكما قلنا المقاربة بالكفاءات التي يكتسب من خلالها الطفل كل الأدوات التي تساعده على الانتقال إلى السنة الثالثة والاندماج فيها، والمهم أنه في الطور الأول هو اللغة العربية والحساب وهي مواد أساسية سيركز عليها الجيل الثاني أكثر، حيث سيتم التركيز على الحروف وكيفية كتابتها وقراءتها، ثم يدخل في الدروس تدريجيا. علما أنه في السنة الأولى يستطيع أن يصل إلى النصوص الصغيرة قبل نهاية السنة الدراسية، علما أنه يدرس دروس أخرى، على غرار التربية العلمية والتكنولوجيا في مستوى بسيط، ومن أمثلة عن هذه الدروس هو تعليم الطفل ”كيف يطفو شيء فوق الماء، وكذلك غليان الماء” وهذا من خلال تجارب سهلة بسيطة. وللإشارة أنه يوجد 9 مواد في السنة الأولى، وهي المواد الأولية فقط اللغة العربية الرياضيات التربية الموسيقية، التربية العليمة التكنولوجية التربية المدنية والتربية الاسلامية والتربية البدنية، بالإضافة إلى التربية التشكيلية، وهي دروس مبسطة حسب مستويات التلميذ، ويتحكم في اللغة العربية والحساب في السنة الثانية الذي تشدد عليه لجنة إعداد البرامج، علما أنه بالنسبة السنة الثاني هو استمرار ملمح التخرج من المرحلة الابتدائية ككل، وبالتالي ومن خلال الجيل الثاني فإنه عندما يخرج التلميذ في السنة الخامسة سيكون له رصيد معرفي مهم. والجيل الثاني يمس الطور المتوسط أيضا السنة الأولى، على أن يستمر ويمس السنة الثانية والثالثة والرابعة متوسط، وسيركز بدوره على المقاربة بالكفاءات من أجل الاطلاع أكثر على العلوم، والرياضيات خاصة، في ظل النتائج السلبية للتلاميذ الذي تحتاج أن ترتفع. 9 مواد أليست كثيرة على تلميذ في سن الخامسة ابتدائي؟ إن التلميذ يدرس 24 ساعة وفي السابق كانت 27 ساعة في مختلف الدروس وبالتالي فساعات التدريس قليلة مقارنة بما كانت عليه قبلا، خاصة ونحن نعمل من خلال مشروع رفع للوزيرة بتركيز التعليم عن طريق اللعب عبر إعادة التوقيت في مواد التربية التشكيلية ومواد الإيقاض مع مراعاة سن الطفل الذي يهتم باستعاب كل جديد عن طريق اللهو، ومن الأحسن إذا استطعنا حينما نقسم بين المواد أن نترك فاصلا بين مادتين دسمتين كتهوية وراح بين التلاميذ، حيث ستجعل بذلك الطفل يتعلم حاجة يحبها التلميذ ويتشوق إليها. هل هناك مواد جديدة في برامج الجيل الثاني؟ لا مواد جديدة في الجيل الثاني، ولم نركز على حذف الدروس، وإن ما نركز فيه الجيل الثاني هو الانتقال إلى المقاربة بالكفاءات، لأنها تساعد تناول الموضوع فكريا، بالنظر أنه ليست المعارف هي الأهم، وإنما المعارف هي موارد تساعد لتحقيق الكفاءات، ونرفض أن تكون المعارف تحفظ ثم تنسى بعد حصول التلميذ على البكالوريا، وجهودنا هو حفاظ التلميذ على كل المكتسبات طيلة مساره التعليمي والمهني والمستقبلي. كما أن الاعتماد على المقاربة بالكفاءات هو مفتاح تطور كل الدول الأروبية التي اعتمدتها في برامجها على غرار أمريكا اللاتينية التي تبنت هذه المقاربات، وهنا أفنّد كما يدعى البعض أن تكون كندا تخلت عنها، لأنها معيار لتقويم بيزا وهو البرنامج الدولي لتقييم الطلبة والذي أضحت تشارك فيه حتى قطر وتونس. ومناهج الجيل الثاني تركز على القيم الجزائرية لكونها لحمة تضامن اجتماعي يحمله التاريخ كما تحمله الجغرافيا، والتراث الثقافي والقيم الروحية. وإلى جانب السياق الوطني لمضامين البرامج والمناهج المقبلة، فقد كان التأكيد أيضا على فك التعقيد الذي تتصف به اليوم الأمور في المجتمع والعالم أجمع، والذي يفرض تجنيدا مختلفا للمعارف المبنية على أساس مهارات فكرية عالية. تسعى وزارة التربية إلى إدخال تعديلات في التقويم والاختبارات بداية من الموسم المقبل تزامنا مع اعتماد مناهج الجيل الثانين هل من توضيحات حول العملية؟ إن عملية التقويم، أكيد ستتغير، فبينما كانت تهدف في السابق إلى البحث على نقائص التلميذ ”لعقابه” في حين أن التقويم بالمفهوم الجديد يهدف إلى ”مساعدة التلميذ وليس لومه على عدم الإجابة”. هذا وسيتم اعتماد منهجية جديدة في التقويم تخرج من نطاق الحفظ ومعارف، والتقويم سيكون بشكل جديد، علما أنه لم تفصل فيها الوزارة بعد، لكن الأكيد أنه لن يكون أي عمل يقوم به التلميذ غير مقيم، حيث سيتم تثمين العمل الذي يقوم به التلميذ والأكثر من ذلك أن التلميذ يعمل على تصحيح وتقييم نفسه، وإذا التلميذ لم يفهم يتدخل الأستاذ ليصحح له. وهذا من خلال اعتماد وخلق ولأول مرة ”كراس المتابعة” تخصص للتمارين والمقاربات الموجه للتلميذ للتفكير فيها، على أن يترك التلميذ هو من يصحح نفسه ويعرف أين وقع في خطأ، في ظل اقتراج اللجنة جزئين من التقويم ”التقويم التكويني والإشهادي”، فالأول فهو التقويم العادي الذي يقوم به الأستاذ في كل وقت، وفي كل ما يقوم به التلميذ من عمل ونشاطات ويقيم التلميذ نفسه. أما التقويم الإشهادي فهو ذلك الذي يكون نهاية الفصل ونهاية السنة أي تقويم رسمي يسمح فيه بتنقل التلميذ أو عدمه، علما أن الفروض ستستغل، ولكن الفصل الأخير لوزارة التربية، حيث سيدخل التقويم في إطار التعليمات، والنشاطات الإبداعية، وعمل التلميذ من تحليل لنفسه في الوضعيات التعليمية والتي ستأخذ طابع آخر لأنها تعتمد على التفكير وقدرات جديدة سيتم استخلاصها من التلميذ. ”الكنابست” أكبر نقابة استجابت لها الوزارة في عدة مرات، وقد أعلنت رفضها تطبيق الإصلاحات، الأمر الذي قد يدعوها لإضراب في حال التطبيق، وهو نفس الاتجاه الذي صدر عن عدة نقابات أخرى، هل ستستجيبون لرغباتها وتؤجلون تطبيق برامج الجيل الثاني؟ إن كل الإجراءات اتخذت من أجل تطبيق التعديلات في موسم 2017/2016 وفق تصريحات الوزيرة فهناك تجنيد قوي لتكوين الأساتذة، وكل الاستعدادات الأساسية تمت، والآن الوزارة هي في إطار التحضير للكتب، ونحن مهمتنا في هذا صدد استكمالها، عبر مواصلة تكوين المفتشين. نقابة الأسنتيو تشكك في عملية التكوين التي تعدها الوزارة في إطار برامج الجيل الثاني مع انتظار التحاق الآلاف من أساتذة الابتدائي في إطار مسابقة توظيف الأساتذة في 30 أفريل القادم، في ظل مخاوف من عدم تمكن هؤلاء من استيعاب البرامج الجديدة؟ هل حضرت الوزارة خطة محكمة لتفادي أخطاء إصلاحات 2013 التي بقيت دروسها إلى غاية اليوم محل جدل بين الأساتذة؟ لقد عمدت وزارة التربية وبالتنسيق مع اللجنة الوطنية للبرامج على القيام بجملة من التكوينات انطلقت منذ أفريل 2015 تحسبا لمناهج الجيل الثاني، وقمنا بتكوين المفتشين على مستوى الجهوي شرق غرب ووسط بما فيهم مفتشو الجنوب، من أجل تكوين فرق مكونيين على مستوى ولاياتهم، وقد أخذنا 3 مفتشين للابتدائي من كل ولاية من أجل تبليغ مفتشي ولاياتهم، الذين لم يحضروا، مع أخذ مفتش لكل مادة في التعليم المتوسط بكل ولاية وتم تكوينهم على 3 دورات، حيث في الشرق وفي باتنة تم تكوين 180 مفتش لولايات الشرق 18 ولاية، وفي الغرب تم تكوين 160 مفتش، وفي الوسط 16 ولاية تقربيا 160 مفتش مكون. وتم تقديم لهم الجانب النظري لاستيعاب التوجهات الجديدة في كل جوانب، كما قمنا بورشات أطرها المجموعات المتخصصة لكل مادة، حيث في اللجنة الوطنية لإعداد البرامج، يوجد 20 شخص للتفكير ووضع الاستراتيجيات، وهناك 17 مجموعة للمواد، كل مادة فيها مجموعة وكل مجموعة فيها عناصر سهلت عملية التكوين. ويجدر الإشارة أن المفتشون في عمليات التكوين قد ثمّنوا التناسق بين المواد في منهجية التقديم وأثارت إعجابهم خاصة. هذا ومن خلال هؤلاء المفتشين الذين سيقومون بتبليغ التعديلات للأساتذة، عبر دورات تكوين في هندسة المنهاج والاختيارات المنهجية، وتطبيق المنهاج ”كيف تنظم على مستوى القسم”، وكذلك في التقويم، الذي نعتمد فيه على الامكانيات الفكرية للتلميذ وعدم التركيز على الاسترجاع، خاصة وأنه تم اعتماد حل لإشكالية ”أن التلميذ في البيت تسهر أمه على تدريسه” وأمام ذلك وعبر برامج الجيل الثاني ”سنعمل على قطع ذلك، وإعادة مكانة المدرسة التي هي من مهمتها تدريس التلاميذ” والذي من شأنه الحد حتى من الدروس الخصوصية. أما عن الناجين في مسابقة، فإنه لا يستطيعون تدريس السنة الأولى ابتدائي والثانية ابتدائي والسنة الأولى متوسط، بالنظر أن المعنيين بالبرامج الجديدة تم تعيينهم من قبل مديريات التربية وهم مسؤولين بالنظر أن الوزيرة اجتمعت معهم وأعطت لهم تعليمات كافية لإنجاح العملية، وقد تم تجنيد أكثر 80 ألف أستاذ لتدريس فقط سنة أولى وثاني ابتدائية ومتوسط، ولا يمكن أن تمنح لأساتذة جدد لأنهم ليسوا متكونيين.