حل وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، بالجزائر، في زيارة وصفت ب”المفاجئة”، تحمل اكثر من رسالة سياسية، في سياق تحولات المواقف الغربية من الأزمة السورية والانسحاب الروسي، لتتوضح الصورة أكثر مع تزامنها ووصول نظيره الفرنسي جان مارك آيرو، للجزائر في زيارة تستغرق يومين. اكتفى بيان مصالح الوزارة الأولى عقب استقبال عبد المالك سلال، أمس، نائب رئيس الوزراء السوري ووزير الخارجية، وليد المعلم، بالإشارة إلى تناول الطرفين الوضع في سوريا ب”التطرق إلى الجهود الذي تبذلها الجزائر من أجل التوصل إلى حل سياسي للأزمة من خلال إبراز مصالح الشعب السوري واحترام الشرعية الدولية”، مضيفا أن الطرفين جددا ”مواصلة مكافحة الإرهاب والتشاور بين البلدين حول القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”. بالمقابل، حدد وليد المعلم، معالم الزيارة في تصريح لدى استقباله من طرف نظيره رمطان لعمامرة، وقال إنها تندرج في إطار ”بحث الوضع في سوريا وصورة التآمر الخارجي عليها”، على حد قوله، مضيفا ”إن الجزائروسوريا في خندق واحد ضد الإرهاب والتدخل الخارجي في الشؤون الداخلية للدول، وأن دمشق تتطلع لحل هذه الأزمة”. ويتطابق الموقف السوري مع نظيره الجزائري في رفض التدخل الخارجي الذي يفهم من سياق استعمال المعلم كلمة ”التآمر”، وهو ما يعكس محاولة تقرب نظام الأسد من الفاعلين الرئيسيين في الأزمة السورية ممثلة في فرنسا التي يزور ممثل دبلوماسيتها آيرو، الجزائر، ما يقود إلى احتمال ترتيب عقد لقاء بين الجانبين بعيدا عن الأضواء، وبناء جسور تواصل مع الحكومات الغربية عبر باريس. ولعل دمشق استغلت التحولات الكبيرة في الموقف الفرنسي من النظام السوري، إذ تصاعدت الأصوات مؤخرا في الجمعية الوطنية الفرنسية الداعية إلى التنسيق مع الحكومة السورية في الحرب على تنظيم داعش الإرهابي. وفي هذا الصدد، لا يمكن أن تخرج النقاشات بين الجانبين عن تهديدات ”داعش” سوريا للمنطقة، خصوصا وأنها تملك معطيات حول مخططات التنظيم الإرهابي للتمدد نحو شمال إفريقيا وسبل التنسيق لمكافحته مع انسحاب روسيا من الأراضي السورية. وقد وصل المعلم والوفد المرافق له، أول أمس، إلى الجزائر، في زيارة رسمية تستمر ثلاثة أيام، بدعوة من الوزير لعمامرة، حيث يضم الوفد المرافق، فيصل المقداد، نائب وزير الخارجية والمغتربين، وبسام الخطيب، مدير مكتب الوزير، وفق ما نقلت وكالة الأنباء السورية الرسمية. وفي ذات السياق، اعتبرت صحيفة ”الوطن” السورية المقربة من السلطة، زيارة المعلم إلى الجزائر، هي الثانية لمسؤول سوري رفيع إلى عاصمة عربية، بعد الزيارة الأولى التي قام بها المعلم إلى العاصمة العمانية، مسقط، في السادس من اوت العام الماضي.