يختزل يحيى مزاحم فيلمه ”لالة زبيدة وناس” في قصة الغيرة التي تتولد عند الزوجة بمجرد سماعها خبر زواج بعلها من امرأة ثانية تعتبرها منافسة لها، فتدفعها للتفكير في الكثير من الأمور السيئة تأخذها أحيانا إلى طريق مسدود يكون مخرجه القتل والانتحار. قبل عرض فيلم ”لالة زبيدة وناس” عرض الفيلم القصير ”جسر إلى الحياة” للمخرج عادل محسن، ينطلق بعده مباشرة عرض الفيلم الطويل للمخرج يحيى مزاحم الذي اختار قصة نسجت خيوطها حفيظة مريماش، وأدى أدوارها مجموعة من الفنانين من الجزائر وتونس، حيث تلعب الممثلة التونسية سوسن معالج دور ”لالة زبيدة” فيما يؤدي دور الزوج أو ”الحاج” الممثل الجزائري يحيى بن معروف. اختار المخرج يحيى مزاحم معالجة قصة الفيلم داخل أحد البيوت القديمة والكبيرة والتي تعيش فيها لالة زبيدة رفقة زوجها ”الحاج” وابنهما، في حين يؤجرون باقي البيت لمجموعة من الأشخاص أغلبهم نساء، يدخل الشك إلى نفس ”لالة زبيدة” من تصرفات زوجها الذي يصبح سريع الغضب ولا يعاملها معاملة جيدة فتكشف مع تطور الأحداث أنه تزوج عليها من شابة صغيرة وجميلة تصبح تنافسها في زوجها والتي تسعى لاحقا من أجل إقناعه لكتابة البيت باسمها لكونها حامل وهو الخبر الكاذب. ”لالة زبيدة” تبحث عن حل للخروج من الحالة التي تعيشها خصوصا وأن الزوجة الثانية تعيش معها في نفس البيت فتسعى لقتلها والتخلص منها، ولكنها تقع في خطئ كبير، حيث وبدل قتل منافستها أنهت بالخطأ حياة شقيقتها التي كانت تحبها ”لالة زبيدة” لتدخل بعدها في دوامة كبيرة نظير فعلتها تنتهي في الأخير بانتحارها من أحد الجسور العالية. بذل المخرج يحيى مزاحم جهدا معتبرا من أجل اللعب على الإضاءة الداخلية لكون أغلب مشاهد الفيلم صورت داخل البيت ما يتطلب تقنية عالية في الإضاءة وهو ما وفق فيه يحيى مزاحم الذي اعتمد على تقني إضاءة من خارج الجزائر، كما أنه أحسن اختيار زوايا التصوير خصوصا الزوايا الضيقة مع التركيز على إظهار ملامح الوجه للممثلين خاصة ”لالة زبيدة” كأسلوب للتعبير عن نفسية بطلة العمل. اختار يحيى مزاحم في الفيلم عدم الاعتماد على الموسيقى التصويرية، وهو خيار المخرج في هذا العمل، ولكن تظهر الموسيقى في الجزء الأخير من الفيلم، وهي موسيقى محلية خاصة بمدينة قسنطينة. ربما الشيء الذي يلام عليه يحيى مزاحم هو سقوطه في فخ السذاجة واستسهال عقدة الفيلم، حيث ينتظر المشاهد مزيدا من التشويق ولكن ظهر وكأن المخرج يريد إنهاء الفيلم بطريقة سريعة، ولكن إذا علمنا أن المخرج صرح بعد الفيلم بأن العمل المعروض هو نسخة أولى فيها ساعة ونصف، في حين أن النسخة الأصلية للفيلم تصل إلى ساعتين و50 دقيقة وهناك مشاهد كثيرة لم تدرج في النسخة الأولى، تجعلنا ننتظر النسخة الكاملة من العمل. وبعد العرض انتقد يحيى مزاحم برمجة الفيلم بالتزامن مع حفل الفنانة اللبنانية ماجدة الرومي، حيث أن الضجيج الذي كان موجودا خارج القاعة أثر على ظروف العرض.