تعززت المطبوعات التوثيقية التي تتناول الموروث الثقافي والسياحي لولاية عنابة بإصدار كتاب جديد بعنوان ”عنابة.. ذاكرة مدينة” للأديب إدريس بوذيبة، تم عرضه على القراء والمثقفين ظهر يوم الخميس بدار الثقافة والفنون محمد بوضياف بمناسبة الافتتاح الرسمي لإحياء شهر التراث. ويندرج هذا العمل التوثيقي الذي وصفه متصفحو محتواه ب”النافدة المفتوحة على بونة عبر العصور” ضمن التعريف بالموروث الثقافي والحضاري لبونة وسكانها، وتثمينه من خلال الترويج لصورتها الأصيلة والأنيقة التي رسمتها الحضارات التي تعاقبت على المنطقة. كما يتناول هذا الكتاب التوثيقي في 80 صفحة تجمع بين الصور والكتابات عنابة عبر العصور انطلاقا من أصل اسم المدينة ” أبو” ثم ”هيبون” إلى ”بون” ثم عنابة، قبل أن يسترجع المؤلف ذاكرة المدينة عبر العصور الرومانية والفترة الإسلامية مرورا بالعهد العثماني والفترة الاستعمارية الفرنسية. ويركز هذا الكتاب التوثيقي على المواقع والمعالم الأثرية والتاريخية كموقع ومتحف هيبون وفسيفسائه التي لا تزال حاضرة، وذلك من خلال صور عن المسرح الروماني والحمامات الشمالية الكبرى وقناع القورقون وصهاريج هيبون، إلى جانب صور عن القلعة الحفصية وحصن المعذبين ومسجد أبو مروان وزاوية سيدي إبراهيم والمدينة العتيقة ”بونة”. كما يعرف الكتاب في المحور الخاص بالمواقع والمعالم التاريخية بكنسية القديس أوغستين التي شيدت بموقع هيبون، بالإضافة إلى أهم أضرحة وزوايا المنطقة، على غرار زاوية ”العلاوية”، وذلك قبل أن يعرف في الجانب الخاص بأعلام وشخصيات المدينة بالقديس أوغستين وأبو مروان الشريف البوني وحسن دردور وحسان العنابي وعمار العسكري وغيرهم من رجالات الفكر والدين والثقافة والفن. كما تناول الكتاب الذي يمثل آخر إصدارات مديرية الثقافة لولاية عنابة، طقوس وعادات وتقاليد سكان بونة من خلال التعريف بمواقع لا طالما كانت مسرحا لممارسة العديد من الطقوس، كمزارة عين القطارة وعين بنت السلطان بالإضافة إلى عادات وتقاليد الزواج وصور عن الحلي والأدوات الفخارية العنابية.