ناشد الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، بريطانيا بالبقاء في زمرة المجموعة الأوروبية. وجاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك، عقده أوباما مع رئيس الوزراء البريطاني. ديفيد كاميرون. مساء الجمعة. في لندن. وقال الرئيس الأمريكي: إن بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي يزيد من قوتها ونفوذها ويدعم أمنها. في بادرة دعم منه لمؤيدي بقاء بريطانيا ضمن الاتحاد قبل استفتاء مقرر في جوان المقبل، مضيفا أنّ بريطانيا ستكون في وضع أفضل وهي تقود أوروبا قوية، وأن نتيجة الاستفتاء مهمة للغاية بالنسبة للولايات المتحدة التي قال إنها تستفيد من الرخاء الذي تحققه بريطانيا بعضويتها في الاتحاد الأوروبي. وكتب أوباما في مقال نشرته صحيفة ”ديلي تلغراف” بعد ساعات على هبوط الطائرة الرئاسية في لندن: ”إن الاتحاد الأوروبي لا يقلل من نفوذ بريطانيا، بل على العكس يعطيه بعدا أكبر”. ومن جانبه أكد رئيس الوزراء البريطاني، ديفيد كاميرون، على أنّ بقاء بريطانيا في الاتحاد الأوروبي سيزيد في قوة العلاقة الخاصة بينها وبين الولاياتالمتحدة. كما تمنح البريطانيين عدّة قوية، لتحقيق الرخاء والأمن الذي يحتاجونه، ولمساندة القيم التي تشترك فيها بلادهم. وتابع كاميرون القول ”أعتقد أن قد جاء الوقت المناسب لإظهار تمسكنا بتلك القيم ونقف مع الأصدقاء والحلفاء في أوروبا والعالم”. وأثارت تصريحات أوباما انتقادات لاذعة في الأوساط السياسية المؤيدة لخروج المملكة من الاتحاد. واتهم بوريس جونسون، عمدة لندن الذي يعتبر من أكبر الدّاعمين لخروج بريطانيا من الاتحاد، الرئيس الأمريكي ب”النفاق”. وقال جونسون، في مقال نشره بصحيفة ذا صن”، إن موقف أوباما ”مثال صارخ لمبدأ افعل كما أقول، لا كما أفعل أنا”. ومن جهته، دعا زعيم حزب الاستقلال البريطاني نايغل فاراج، أوباما إلى عدم التدخل في شؤون بريطانيا. قال جورج أوزبورن، وزير المالية البريطاني، في واشنطن، إن وجهة النظر المؤيدة لبقاء بلاده في الاتحاد هي ”الأوسع انتشارا” بين الحكومات الأجنبية، والمؤسسات الدولية مثل صندوق النقد الدولي وحلف شمال الأطلسي (ناتو). ومن شأن دعم أوباما بقاء بريطانيا عضوا في أحد أكبر التكتلات الاقتصادية والسياسية في العالم، أن يعطي دفعة لجهود رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في إقناع الناخبين بالتصويت لصالح البقاء في الاتحاد في الاستفتاء المقرر إجراؤه في 23 جوان المقبل. وكان أوباما وصل لندن، يوم الخميس. وتحدثت تقارير عن طاب كاميرون الاستعانة بأوباما لتأييده في استفتاء 23 جوان، حيث يقع كاميرون في ”موقع صعب” يؤيد فيه حملات البقاء في الاتحاد الأوروبي، في حين قاد أعضاء من حزبه المحافظ حملات أخرى للخروج منه.