رفض مجلس الأمن الدولي، التصريحات التي أطلقها رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو، والتي زعم فيها أنّ الجولان السوري الذي تحتله إسرائيل منذ عام 1967 ”سيبقى تحت سيادتها إلى الأبد”. وأعربت الدول الخمس عشرة الاعضاء في مجلس الأمن عن ”قلقها إزاء تصريحات نتنياهو وقال رئيس المجلس السفير الصيني ليو جيي، أنّ وضع الجولان يبقى بدون تغيير”. وأضاف سفير الصين بأن قرار اسرائيل ”فرض قوانينها وولايتها القضائية ونظامها الإداري على هضبة الجولان السورية المحتلة باطل ولاغ وليس له أي أثر بموجب القانون الدولي” عملا بقرار مجلس الأمن الدولي الرقم 497 لسنة 1981. ودعا ”الأطراف إلى احترام اتفاق فض الاشتباك” بين القوات الاسرائيلية والسورية على هضبة الجولان لسنة 1974 تحت إشراف الأممالمتحدة. وأضاف أن المجلس كرر ”ضرورة إجراء مفاوضات لإحلال السلام الدائم والعادل والكامل في الشرق الأوسط”. وسارعت وزارة خارجيّة الاحتلال، بالتعقيب على تصريحات لي باودونغ، في بيان قائلة: إنّ ”البيان (التّابع للأمم المتّحدة) يتجاهل الواقع في سوريا”. وأشار البيان إلى انعدام وجود شريك للتفاوض معه حول مصير الجولان ”مع أيّ جانب يفترض على إسرائيل أن تتفاوض بشأن مستقبل الجولان، مع داعش؟ القاعدة؟ حزب الله؟”. وأضاف البيان ”القوّات الإيرانيّة والسّوريّة التي ذبحت مئات آلاف الأشخاص؟”. وخلص بيان خارجيّة إسرائيل إلى أنّه ”على خلفيّة الحرب الطّاحنة الدّائرة في سورية، وعلى خلفيّة الثّبات والأمن اللذين أسّستهما إسرائيل في الجولان قرابة الخمسين عامًا الأخيرة، اقتراح تنازل إسرائيل عن الجولان غير منطقيّ”. يذكر أنّ حكومة الاحتلال عقدت منتصف أفريل الجاري، جلستها الأسبوعية، في الجولان، في حدث غير مسبوق، لتكريس احتلالها للهضبة. وقالت قناة عبرية إنّ خطوة نتانياهو تهدف لإيصال رسالة إلى المجتمع الدولي، مفادها أن انسحاب إسرائيل من الجولان ”لم يعد مطروحا على الإطلاق”، وأنّه سبق لنتانياهو أن أوصل هذه الرسالة إلى وزير الخارجية الأمريكي جون كيري، كما يعتزم إيصالها إلى الرئيس بوتين، كخطوة أولى لجمع الاعتراف الدولي. ويقول إعلام الاحتلال إنّ حكومة نتنياهو تخشى تعرضها لضغوط المجتمع الدولي لحملها على الانسحاب من الجولان في حال تمّ التوصل إلى اتفاق بشأن مستقبل سوريا خلال مفاوضات السلام التي تجري في جنيف، لاسيما بعد ورود أنباء خلال الأيام الماضية، مفادها أن أي تسوية للصراع في سورية يجب أن تشمل الجولان السوري المحتل.