هدّدت طهران على لسان نائب القائد العام لقوات الحرس الثوري، أمس، بإغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي أمام الولاياتالمتحدةالأمريكية وحلفائها في حال مثلوا أي تهديد للجمهورية الإسلامية، مستندة في ذلك إلى معاهدة 1982 لأعالي البحار. ونقلت ”فارس نيوز” عن العميد حسين سلامي بشأن مسودة قرار للكونغرس الأمريكي ضد البرامج الدفاعية الإيرانية ووضع قيود على مناورات طهران في الخليج الفارسي: ”نحذر الأعداء وخاصة الأمريكان من مغبة تكرار الأخطاء السابقة بأخطاء جديدة، وأخذ العبر من التاريخ” وتابع القول: ”نجري هذه المناورات بما يتلاءم مع المناسبات العسكرية والسياسية، وربما نجري المناورات أيضا بدون إعلان مسبق لإظهار قدرة إيران”. وأكد سلامي أنه: ”لا توجد أي إرادة سياسية أو عسكرية أجنبية تمنع إيران من إجراء مناوراتها في مياهها الإقليمية والدولية”، وتابع القول: ”نحن لحد الآن مارسنا حقنا وفي المستقبل أيضا سنجري مناوراتنا باقتدار أقوى”. وقال المسؤول الإيراني: ”إن الأمريكان لا يمكنهم تحقيق الأمن في أي منطقة بالعالم وطبعا ليست لديهم هذه النية، وأينما تدخلوا فقد زعزعوا الأمن في تلك البلدان وألحقوا الضرر بشعوبها”، وأنهم ”يستخدمون تهديدا مصطنعا دوما لتبرير تواجدهم في مناطق على غرار الخليج الفارسي” وإجراء مناورات مشتركة مع دول حليفة لفرض هيمنتها السياسية. وشدّد سلامي على أنّ بلاده تمتلك الإرادة السياسية والسيطرة العسكرية والقدرة البحرية الدفاعية في الخليج الفارسي ومضيق هرمز، ولن تصدّر قطرة نفط واحدة من المنطقة، إذا أرادت ذلك. وأكّد قائلا: ”سنكون في غاية الخطورة للأمريكان إذا أرادوا التهديد، وهم يعون ذلك”، وأردف يقول : ”تصور الأمريكيين عن قوتنا أقل بكثير من الواقع”، وأن بلاده ستجري مناوراتها على أساس مصالحها السياسية والعسكرية، وترفض أية قيود. يذكر أنّ مضيق هرمز يقع عند مدخل الخليج العربي بين عُمان وإيران، ويربط الخليج العربي مع خليج عُمان وبحر العرب. وتعبره عشرات ناقلات النفط يوميا بحمولة تتراوح ما بين 16.5 و17 مليون برميل، ويشكل 40 بالمائة من تجارة النفط العالمية بحسب إدارة معلومات الطاقة الأمريكية لعام 2006. ويعدّ المنفذ الوحيد للدول العربية المطلة على الخليج العربي، عدا السعودية والإمارات وسلطنة عُمان. ويعتبر في نظر القانون الدولي جزءا من أعالي البحار، ولكل السفن حق وحرية عبوره دون شروط، ما لم يشكل ذلك خطرا على أمن الدول الساحلية.