أجمع المشاركون، أول أمس، بسكيكدة في ختام أشغال الملتقى الوطني الأول حول موضوع ”المتحف والمجتمع من فهم الواقع إلى التأسيس للمستقبل”، على أن المتحف في الجزائر بإمكانه أن ”يكون بديلا اقتصاديا محوريا إذا أجيد استخدامه”. وأوضح العديد من المشاركين في هذا الملتقى الذي افتتحت أشغاله يوم الأربعاء بقصر الثقافة بوسط المدينة بأن المتاحف تمثل قيمة اقتصادية كبيرة بإمكانها أن تقدم مساهمة فعالة في خدمة الاقتصاد الوطني من خلال استثمارها في الجانب السياحي. وذكر في هذا السياق حميد حملاوي من جامعة 8 ماي 1945 بڤالمة أنه ”إذا تم استخدام المتاحف الجزائرية بطريقة حسنة وإعطائها أهمية كبيرة يمكنها أن تلعب دورا هاما في الثقافة السياحية باعتبارها بديلا اقتصاديا محليا ودوليا”. من جهته، تطرق منير خروف، رئيس قسم العلوم التجارية بنفس الجامعة، لدور المتاحف الجزائرية في جذب السياح من الداخل ومن الخارج، ومن ثم المساهمة في زيادة نصيب قطاع السياحة في نمو الدخل الوطني، معتبرا أن ”غياب هذا المفهوم ببلادنا يعود إلى نقص الترويج والتسويق للمتاحف الجزائرية، وكذا غياب التوعية في كل المؤسسات بداية من الأسرة إلى المدرسة، فالإعلام ثم مؤسسات الدولة على غرار مديريات السياحة وغيرها”. كما اعتبر عديد الحاضرين في اللقاء من بينهم عمر مطرف من جامعة تلمسان، أن للمتحف دور كبير في الترويج للهوية الوطنية، حيث أبرز في مداخلته بعض الآليات والوسائل التي تمكن المتاحف من أداء دورها في حماية التراث الوطني ومنه الموروث الثقافي، إضافة إلى مساهمته في غرس قيم الانتماء للمجتمع والوطن بما يعزز الهوية الوطنية. وتوجت أشغال هذا الملتقى الذي دام يومين بإصدار سلسلة من التوصيات، أهمها ضرورة دراسة مؤسسات المتحف (العامة والمتخصصة) دراسة علمية من أجل تحديد آليات إدراجها ضمن النسق التنموي الوطني، فضلا عن تبيان مدى قدرتها على قيامها برسالتها نحو المجتمع ثقافيا واقتصاديا وسياحيا، وكذا تبيان إمكانية تحولها إلى آلية من آليات تعزيز الهوية الوطنية، ومن مجرد عاكس للثقافة إلى مولد لها، ومواكبة حركية المجتمع وتغيره. وأوصى المشاركون في اللقاء بضرورة تفعيل دور التربية المتحفية وربطها بالمقومات الثقافية وجعلها في متناول مختلف فئات المجتمع، وذلك عن طريق المنشورات البيداغوجية والعلمية ووسائل الإعلام والمؤسسات والمجتمع المدني، إلى جانب خلق التواصل بين المتحف والجمهور بصفة عامة، ومنح الأهمية لمسألة تعزيز الهوية الوطنية من خلال الترويج الثقافي والحضري للمؤسسة المتحفية، وتشجيع الدراسات والأبحاث التي تعنى بالتراث المتحفي واستخلاص المبادئ والأسس العامة لتنوير المجتمع الجزائري. للإشارة، فإن هذا الملتقى، الذي نظم من طرف إدارة قصر الثقافة بالتنسيق مع كلية العلوم الاجتماعية والإنسانية ومخبر البحوث والدراسات الاجتماعية لجامعة 20 أوت 1955، يندرج في إطار إحياء شهر التراث.