سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
شوفانمان: "العلاقات بين الجزائر وفرنسا لا يمكن أن تكون مبتذلة واستمرارها حتمية" حلّ في مهمة تبديد التوتر الذي سببته تصريحات هولاند، فالس، برنار ايمي وساركوزي
حل رئيس جمعية فرنسا - الجزائر، جان بيار شوفانمان، بالجزائر، في مهمة تهدئة الأوضاع المتوترة بين باريسوالجزائر، التي أعقبت زيارة الوزير الأول مانويل فالس، حيث قال أن الزيارة سمحت بتبديد ما وصفه بسوء الفهم الصادر عن بعض الأخطاء، مشيرا إلى أن العلاقات بين البلدين ”لا يمكن أن تكون مبتذلة أبدا”، وأعرب عن أمله في تحسنها باستمرار. جان بيار شوفانمان، الذي حلّ في زيارة بالجزائر لمدة يومين، جاء ليزيل فتيل التوتر الذي سببته تصريحات ساسة باريس، سواء من الحزب الحاكم، بداية من مانويل فالس، أو وجوه من اليمين، رئيس الجبهة الشعبية نيكولا ساركوزي، والسفير الفرنسي بالجزائر، حيث استعان شوفانمان، بتصريحات الرئيس بوتفليقة، في تشخيصه للعلاقات الجزائرية الفرنسية، وقال أن ”العلاقات الجزائرية - الفرنسية يمكن أن تكون جيدة أو يمكن أن تكون رديئة، لكن لا يمكن أن تكون أبدا مبتذلة”، معربا عن أمله في أن ”تتحسن هذه العلاقات باستمرار”. واعتبر رئيس جمعية فرنسا - الجزائر، أن هذه الصداقة أضحت أكثر من أي وقت مضى، أساسية، ”لأن فرنسا بحاجة للجزائر والجزائر بحاجة إلى فرنسا، ويمكننا معا فعل أكثر مما يمكننا فعله ونحن مفترقين”، وتابع بلغة الواثق من نفسه، أن العلاقات الثنائية حتمية لابد منها، لأن هناك ”المصلحة المتبادلة والصداقة والمودة التي تعززت مع الزمن سواء أردنا ذلك أم أبينا”. وثمّن جان بيار شوفانمان، فحوى اللقاء الذي جمعه بوزير الدولة وزير الخارجية والتعاون الدولي، رمطان لعمامرة، واعتبره مهم لأنه كان فرصة لتبديد ”سوء الفهم المحتمل أن يصدر عن بعض الأخطاء”. كما تطرق جون بيار شوفانمان، مع رمطان لعمامرة، إلى القضايا المتعلقة بإفريقيا وأوروبا والشرق الأوسط، مشيرا إلى أن الاستفادة من التجارب تملي حلول ملائمة ومفاهيم أدق للمشاكل، وأوضح فيما يتصل بالوضع في ليبيا، أن المقاربة الجزائرية مهمة، معربا عن أمله في أن تتمكن ليبيا من استعادة توازنها في كنف السلم. وقال المسؤول الفرنسي أن الزيارة مكنته أيضا من عقد لقاء مع الوزير الأول، عبد المالك سلال، وهو اللقاء الذي تم خلاله ”تبديد بعض سوء الفهم المحتمل أن يصدر عن أخطاء في التنفيذ”. وحاول شوفانمان، تحميل الصحفيين مسؤولية التوتر في العلاقات، حيث قال ”أنكم تعرفون جيدا النظام الذي نعيش فيه، وباعتباركم صحفيون تعرفون أن أي تعليق يمكن أن يلفت اهتمام الطرف الآخر لأن رجال السياسة يحبذون الجمل القصيرة وتقومون أنتم بالمغالاة”، في إشارة منه إلى أن التوتر الذي نشب في الفترة الأخيرة بين فرنساوالجزائر، ساهمت فيه الصحافة بشكل كبير، وحاولت توظيفه في غير محله، وتابع أنه ”يجب أن نعرف ما هو مهم، والمهم يكمن في الأساسيات”. وفي تقييمه للعلاقات الثنائية، أبرز المتحدث أن هناك تطور ايجابي في عدة مجالات، مستشهدا بالتأشيرات التي تمنحها فرنسا للجزائريين، حيث بلغ عددها 400 ألف تأشيرة سنة 2015، بينما كانت تقدر ب200 ألف سنة 2012، مشيرا إلى أن الاستثمارات الفرنسية بالجزائر، أو الجزائرية في فرنسا عرفت تطورا، وواصل فيما يتصل بحاملي الجنسيتين الجزائرية والفرنسية، أن عددهم بلغ نحو 3 ملايين، وقال أن هذه الشريحة تلعب هي الأخرى دورا هاما في تطوير العلاقات الثنائية. وأكد شوفانمان، أنه ينبغي على الجزائر اقتحام مرحلة جديدة، واستشهد بمقولة الرئيس بوتفليقة، عندما أكد على أهمية تنويع الاقتصاد الجزائري الذي يعد ضرورة ملحة وأن كل طرف قادر على المساهمة في ذلك.