جان بيار شوفانمان: "زيارتي سمحت بتبديد بعض سوء الفهم" أوفد الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند، أمس الأول، "مبعوثا خاصا" إلى الجزائر العاصمة لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الجزائريين حول "التوتر" الذي طرأ على العلاقات الثنائية بين البلدين. واعترف رئيس جمعية فرنساالجزائر، جان بيار شوفانمان، في أعقاب اجتماعه بالوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الخارجية رمطان لعمامرة، بوجود "أخطاء" كادت تتطور إلى "أزمة دبلوماسية"، بسبب "التداعيات التي خلّفها سوء الفهم". واعتبر شوفانمان، الذي تقدّمه الصحافة الفرنسية بأنه أقرب المقربين للرئيس هولاند، أنّ "علاقة الصداقة بين الدولتين أضحت أكثر من أي وقت مضى أساسية لأن فرنسا بحاجة للجزائر والجزائر بحاجة إلى فرنسا، يمكننا معا فعل أكثر مما يمكننا فعله ونحن مفترقين". وقال إن الجزائر الأقرب إلى فرنسا بالنظر للعلاقات "المعقدة والحساسة التي تربط البلدين، مبرزاً أن "اللجنة الاقتصادية بين الجزائروفرنسا على سبيل المثال سمحت بالانتقال إلى محطة جديدة في مسار الشراكة بين البلدين". وصرّح جان بيار شوفانمان عقب لقائه بلعمامرة، "إنني سعيد بزيارتي إلى الجزائر، حيث سنحت لي فرصة الالتقاء مطولاً بالوزير الأول عبد المالك سلال، وقد تمكنا من تقييم شامل للمستجدات التي طرأت على العلاقات في المدّة الأخيرة وتبديد بعض سوء الفهم المحتمل أن يصدر عن أخطاء في التنفيذ". وتحيل عبارة "أخطاء" حسب مراقبين إلى مسعى فرنسي لامتصاص الغضب الرسمي السياسي الجزائري من "ممارسات فرنسية في التعاطي مع الشأن الجزائري". وتعد تصريحات شوفنمان الذي اشتغل وزير سابق في الحكومة الفرنسية، أول خرجة إعلامية منذ اشتعال الأزمة التي سببتها صحيفة "لوموند" بنشرها صورة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة في موضوع حول علاقة مفترضة لوزير الصناعة عبد السلام بوشوارب بفضائح الدفعة الأولى من "تسريبات وثائق بنما"، حيث استدعت الخارجية الجزائرية السفير برنار إيميي وأبلغته احتجاجًا رسميًا على ذلك فيما باشر الرئيس بوتفليقة مقاضاته للصحفية. وما كادت تنتهي قضية الصحيفة الفرنسية الشهيرة، حتى نشب توتر آخر بسبب تغريدة نشرها رئيس الحكومة مانويل فالس على حسابه بموقع "تويتر" وأرفقها بصورة غير لائقة للرئيس بوتفليقة وحرك هذا الفعل دوائر سياسية مقربة من السلطة لشن حملة شرسة ضد فرنسا ومسؤوليها، لكن النقطة التي أفاضت كأس الغضب الجزائري هي التصريحات الأخيرة للسفير الفرنسي بتيزي وزو حول أن "60 بالمائة من التأشيرات التي تصدرها سفارته موجهة لصالح سكان القبائل وأن 50 بالمائة من الطلبة الجزائريين في فرنسا من منطقة القبائل"، حيث نددت الجزائر على لسان وزير الخارجية بمحاولات "التدخل في الشأن الجزائري من بوابة منطقة القبائل". وحاول شوفنمان أمس الأول أن يلقي باللائمة على وسائل الإعلام، حين خاطب الصحافيين "إنكم تعرفون جيدا النظام الذي نعيش فيه وباعتباركم صحفيون تعرفون أن أي تعليق يمكن أن يلفت اهتمام الطرف الآخر، لأن رجال السياسة يحبذون الجمل القصيرة وتقومون أنتم بالمغالاة". وأعرب المتحدث عن "ثقته بمستقبل العلاقات الثنائية في كنف المصلحة المتبادلة والصداقة والمودة التي تعززت مع الزمن سواء أردنا ذلك أم أبينا"، ما يؤشر على رغبة السلطات الفرنسية في إنهاء التوتر الذي عمقته تصريحات سفير باريس برنار إيميي تزامنا مع حديث حول لقاءاته السرية مع انفصاليين يتبعون المغني فرحات مهني الذي استضافته قنوات فرنسية بصفة "رئيس الحكومة المؤقت للقبائل". وأشاررئيس جمعية الصداقة الجزائرية الفرنسية إلى "التطور الإيجابي المسجل في عدة مجالات، من بينها التأشيرات التي تمنحها فرنسا للجزائريين وبلغ عددها 400.000 تأشيرة سنة 2015 بينما كانت تقدر ب 200.000 سنة 2012". وتابع يقول "يجب أن نعرف ما هو مهم، المهم يكمن في الأساسيات.. كما أن حاملي الجنسيتين الجزائرية الفرنسية الذين يبلغ عددهم نحو 3 ملايين يلعبون دورا مهما في توثيق روابطنا"، لافتاً إلى أن تطور العلاقات الثنائية يكمن أيضا في "الاستثمارات الفرنسية بالجزائر والجزائرية في فرنسا".