احتدمت الحملات الدعائية بين المؤيدين لعضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي، والمعارضين لها، يوم أمس، قبل ثلاثة أيام عن بدء الاستفتاء للحسم فيها. وأظهرت آخر استطلاعات الرأي تعادل الكفة بين معسكري المؤيدين والرافضين لبقائها ضمن المنظومة الأوروبية. وحذّر رئيس الوزراء ديفيد كاميرون مجددا البريطانيين من مغبة الخروج من الزمرة الأوروبية. وقال كاميرون في مقابلة مع صحيفة تايمز ”عندما تقفزون من الطائرة، لن يكون بوسعكم العودة إليها. وإذا غادرنا الاتحاد، فسيكون ذلك الخيار للأبد، ولا رجعة فيه”. وأكد كاميرون ضرورة ألا ينصب الحوار بشأن استمرار عضوية بريطانيا في الاتحاد الأوروبي أو الخروج منه على التعصب والكراهية والانقسام. وقال بشأن بوريس جونسون ومايكل غوف، زعيمي المعسكر المؤيد للخروج، بأرباب عائلة ”غير مسؤولين يضعون عائلاتهم في سيارة فراملها غير صالحة يتسرب” يتسرب الوقود من خزانها. وطالت كاميرون انتقادات لاذعة خلال آخر ظهور تلفزيوني له، واتهمه معارضو البقاء في الاتحاد بالعجز عن تنفيذ الاتفاق الذي توصل إليه مع قادة الاتحاد الأوروبي في فبراير الماضي، بشأن الحصول على مزايا خاصة لبريطانيا، في حال صوتت لصالح البقاء في الاتحاد. لكن كاميرون أكد على أن مسؤولي الاتحاد وافقوا على الاتفاق، وتعهدوا بتطبيقه، إذا صوتت بريطانيا لصالح البقاء في الاتحاد. ولجأ كاميرون إلى ذكرى رئيس وزراء بريطانيا السابق وينستون تشرشل الذي قال بشأنه إنه اتخذ قرار الحرب ضد النازية في الحرب العالمية الثانية، ولم يتخل عن أوروبا ولا حريتها ولا ديمقراطيتها. وحظيت حملة البقاء في الاتحاد الأوروبي بدعم قوي إثر انقلاب البارونة سعيدة وارسي إحدى قيادات حزب المحافظين وعضو مجلس اللوردات والوزيرة السابقة بوزارة الخارجية. وكانت وارسي من المؤيدين للخروج من الاتحاد الأوروبي، لكنها غيرت موقفها مساء الأحد بسبب الملصق الإعلاني الذي استخدمه نايجل فاراج زعيم حزب الاستقلال، أحد أعضاء حملة الخروج، الذي وصفته بأنه يثير كراهية الأجانب.