انطلقت فعاليات الطبعة ال13 لجائزة الجزائر الدولية للقرآن الكريم ليلة الأحد إلى الاثنين بالجزائر العاصمة بمشاركة 56 دولة من مختلف اصقاع العالم في جو روحانيا وإيمانيا. وحضر مراسم حفل افتتاح هذه الطبعة بقصر المعارض بالصنوبر البحري، وزير الدولة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي رمطان لعمامرة، وزير الاتصال حميد ڤرين، وزير الشؤون الدينية والأوقاف محمد عيسى، أعضاء السلك الدبلوماسي المعتمدين بالجزائر وثلة من العلماء والمشايخ والإطارات وطلبة حفظة القرآن الكريم. وبهذه المناسبة أكد رئيس لجنة التحكيم أيمن سويد من سوريا "أن هذا القرآن هو الكتاب الأوحد الذي وصلنا كما قال صحيحا سليما كما أنزل باللغة الأصلية لا بترجمات على الرسول (ص) قبل 15 قرنا"، مضيفا "بأنه لم يتغير منه ولا شيء لا في الحركات ولا في المد ولا في الترتيل كل ذلك قام به علماء وأئمة أفاضل وضبطوا مخارج الحروف كما كان ينطقها الرسول (ص) وقت نزول الوحي عليه". وأضاف الدكتور أيمن سويد "بأن القرآن هو الدستور الذي أنزله الله تعالى لنطبقه في حياتنا ونقرأه ونتدبر معانيه ونعمل بما فيه من أخلاقيات وأدبيات التي تتغلغل في العقول والنفوس بدون أن نشعر"، مضيفا "بأن القرآن هو كتاب سلام وأمان وتعارف ومحبة واحترام الأخر ولا إكراه في الدين لقد تبين الرشد من الغي". ومن جهته، ذكر وزير الشؤون الدينية والأوقاف، محمد عيسى، في كلمة الافتتاح الرسمية، "لهذه الطبعة بنشأتها من طرف رئيس الجمهورية عبد العزيز بوتفليقة الذي رعاها ودعمها إلى أن استوى عودها وأصبحت بمثل هذا الحجم شكلا ومضمونا وأضحت تجوب العالم بفضل اختراقها للحدود الجغرافيا والقارات إعلاميا". كما أشار إلى المراحل التي قطعتها هذه المسابقة العالمية في حفظ القرآن الكريم وتجويده منذ سنة 2003 بمقتضى مرسوم رئاسي، وبالتزامن معها تنظم مسابقة لصغار حفظة القرآن الكريم وتطورها من مغاربية إلى عربية إلى عالمية، أكد الوزير "بتمسك الشعب الجزائري بالقرآن الكريم وبحسن تلاوته عبر المدارس والكتاتيب لتعليم كتاب الله في كل أرجاء الجزائر وهذا امتداد تاريخيا للعلماء الأجلاء الأسلاف للجزائر". وقال الوزير "أن القرآن هو الروح التي تسري في الأمم وبها تحيا، وهو الرشاد والكمال بما احتوى من توجيه في الاعتدال والوسطية"، مضيفا "بأن الجزائر ارتبطت بالقرآن منذ أمد بعيد منذ الفتح الإسلامي"، مذكرا "بالفوائد العظيمة لهذه المسابقات القرآنية في تلاوة كتاب الذكر الحكيم". في هذا الإطار، ذكر بأنه تم تخرج الكثير من حفظة القرآن الكريم وأصبحوا يجوبون العالم منذ أن فتحت معاهد تعليم القرآن والقراءة عن طريقة ورش ونافع، داعيا لتحفيز فلذات أكبادنا لتعليم وحفظ القرآن الكريم لأنه الحصن المنيع لكل انحراف وأنه لا حياة إلا بهذا الكتاب العظيم وقراءته ودارسته وفيه الخير الكثير التي أرادها الله عز وجل. وكانت هذه الطبعة ال13 مناسبة لتقديم شريط وثائقي منذ نشأتها سنة 2013 إلى غاية يومنا هذا، مبينا اهتمام الجزائر بأهل القران الكريم حفظا وتدبر والاحتفاء بهم وتكريمهم. وقد تخللت هذه الطبعة تقديم أناشيد دينية قدمته بعض الفرق الإنشادية كما تمت قراءة القرآن بطريقة جماعية فردية استحسنها الحضور كثير وزادت الأجواء روحانية قرآنية كبيرة. للإشارة، تستمر هذه المسابقة لمدة أسبوع، كما سيتم بالموازاة مع هذه المسابقة الدولية تنظيم المسابقة الوطنية التشجيعية الخاصة بصغار حفظة القرآن الكريم الذين لا يتعدى سنهم 15 سنة، شرط أن يكونوا متمكنين من أحكام التجويد. وسيمنح المتسابقون الثلاثة الأوائل في ختام هذه المسابقة بمناسبة ليلة القدر المباركة بالجامع الكبير، جوائز مالية معتبرة وتشجيعات لجميع المشاركين في فعاليات الطبعة للجائزة الدولية لحفظ القرآن.