انطلقت، سهرة أمس، الطبعة التاسعة للمهرجان الثقافي المحلي للموسيقى والأغنية الوهرانية، والتي افتتحها الفنان القدير بلاوي الهواري بمعية كوكبة من نجوم الطابع الوهراني، تحت قيادة المياسترو عازف الكمان الجزائري قويدر بركان. وتخلل برنامج السهرة الأولى، تقديم لوحات فلكلورية وعرض للأزياء، تخللها وصلات موسيقية، جمعت أصالة الفن وأنغام الموسيقى الراقية في رحاب المسرح الجهوي، عبد القادر علولة، كي يزداد جمالا وتألّقا بأصوات حملت على عاتقها خدمة التراث الثقافي الجزائري، على غرار الفنان الهبري سلطان، الشيخ صنهاجي قنديل، المطرب ولهاصي الهواري وعميد الأغنية البدوية، الشيخ علي بن محمد- دنيا ونجم الأغنية الرايوية، الشاب عباس. وتفتح السهرة الثانية من هذه التظاهرة الفنية التي تتواصل إلى غاية 14 من شهر جويلية الجاري، باب المنافسة، المنظمة على هامش المهرجان، لاختيار أحسن صوت ضمن فريق مكوّن من 10 مواهب شابّة، يمثلون مختلف ولايات الجهة الغربية من الوطن، وهذا بمعدل مشاركين اثنين في كل سهرة، ينشطها ثلة من الفنانين الغيورين على هذا الطابع الغنائي المميز، منهم الشاب رضوان، بارودي بن خدة، المطربة جهيدة، هواري صابر، معطي الحاج، فرقة الأفراح للغناء النسوي المعروفة بالمداحات، وغيرهم. كما يتم، خلال هذه الطبعة ال09، تكريم كل من الفنانة القديرة مريم عابد والمرحوم بالقاسم بوثلجة، من مواليد 1947، مع العلم أن الفقيد بلقاسم بوثلجة بدأ الغناء في نهاية الستينيات، حيث كانت الشيخة الريميتي تسيطر على مشهد الراي التقليدي بالقصبة والقلال والبراح واللمة مع الراقصات، قبل أن يتغير هذا المشهد مع قدوم بوثلجة الذي كان أول مغني راي يدخل آلة الأكورديون والسانتي والترومبيت. وهي آلات كانت آنذاك غريبة على طبع الراي، أخرجت هذا النوع من الفنون الغنائية الجزائرية من دائرة الشيوخ والشيخات إلى العالمية، إذ يُحسب له ذلك، إلى جانب أسماء أخرى، مثل بوطيبة الصغير وقويدر بن سعيد، من خلال إدخال آلات عصرية عليها، حتّى أنه لُقّب ب"أب الراي". ولم يتغيّب بوثلجة عن مهرجان الراي الذي كان يقام بوهران آنذاك، وانسحب الفنان المبدع من الساحة الفنية، سوى في التسعينات بسبب الأوضاع الأمنية من جهة لقناعته بضرورة فسح المجال للشباب الذي بدأ يسطع نجمه مثل الشاب خالد وغيره من جهة ثانية. والرمز الثاني للطبعة التاسعة للمهرجان، هي المغنية مريم عابد، من مواليد 25 ديسمبر 1933 بتنس "ولاية الشلف"، استقرت عائلتها بالعاصمة أين درست، وبدأت أولى خطواتها كمنشطة لحصة إذاعية للأطفال، ثم حصص غنائية، تعرف الجمهور من خلاله على صوتها الجميل. للإشارة، خصصت محافظة المهرجان تذكرة دخول رمزية بداية من السهرة الثانية من المهرجان تقدر ب200 دينار للفرد، وهي إحدى إجراءات التقشف التي أعلنتها محافظة مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية، السيدة ربيعة موساوي، تماشيا مع سياسة التقشف الحكومية، ومنها احتضان مسرح عبد القادر علولة للفعالية الفنية عوض مسرح الهواء الطلق.