أكد وزير الدفاع التركي فكري إيشق نجاح "دحر محاولة الانقلاب" في تركيا، لكن خطره لم يزل بالكامل. ونقلت الأناضول تصريح إيشق فجر أمس الاثنين بمظاهرة "صون الديمقراطية" أمام مقر إقامة الرئيس رجب طيب أردوغان بالجزء الآسيوي من إسطنبول- إن ما فعله الانقلابيون يوم الجمعة الماضي لم يفعله محتلون. وقال ايشق: "اعتبارا من اليوم تمَّ دحر الانقلاب إلا أننا لا نستطيع القول بأن الخطر قد زال، من أجل ذلك يا سكان إسطنبول رجائي منكم، أن تمعنوا في كل تصريح يقوله رئيس الجمهورية، ولا تغادروا الميادين حتى يطلب منكم العودة إلى منازلكم". ومن جانبه اعتبر المتحدث باسم الرئاسة التركية، إبراهيم قالن، تصدي الشعب التركي للانقلاب وإفشال مخططه، بأنه "أبلغ درس لمن يريد عرقلة مضي الشعب التركي قدما إلى الأمام". وأكد قالن اتخاذ كافة مؤسسات الدولة الخطوات المناسبة من أجل إبعاد شبح الانقلابات عن تركيا. وشدد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، الأحد، على ضرورة مواصلة المواطنين مواقفهم الداعمة للشرعية واعتصامهم في الميادين خلال الأسبوع الجاري، قائلا: "هذا الأسبوع بالذات يعد مهما للغاية، لن نغادر الميادين، فأنتم من سيملأها، وسنواصل طريقنا بشكل حازم". وبدأت طائرات تركية من طراز "إف-16"، أمس، طلعات جوية، من أجل حفظ أمن أجواء البلاد. ونقلت وسائل إعلام محلية عن مصادر عسكرية أنَّ "الدوريات" جاءت بأوامر من الرئيس رجب طيب أردوغان، دون أن توضح نطاق طيران الطائرات المذكورة أو دورية طلعاتها أو أي تفاصيل إضافية. وواصلت السلطات التركية أمس، لليوم الثالث على التوالي، ملاحقة المشتبيهن في إطلاق النار على فندق كان يقيم فيه الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، يوم الانقلاب الفاشل، في منطقة مرمريس بغرب البلاد. وبحسب بيان صدر عن الولاية أمس، عثرت قوات الأمن التركية في غابات منطقة مارماريس على بنادق ومسدسات وقاذفات محشوّة بالقنابل ومناظير للرؤية الليلية وهواتف لاسلكية، إضافة إلى رصاصات من طراز إم 16 ومعدات طبية عسكرية. وفي السياق، أكدت وزيرة الخارجية الأوروبية فيديريكا موغيريني، أمس، خلال اجتماع وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، على ضرورة "حماية حكم القانون" في تركيا بعد محاولة الانقلاب على الرئيس أردوغان وإثر توقيف السلطات التركية حوالي 6000 شخص في البلاد. وقالت موغيريني "نقول اليوم أنه من الضروري حماية حكم القانون في البلاد"، مضيفة "يجب حمايته لما فيه مصلحة البلاد نفسها". وأوقفت السلطات حوالي 6000 شخص أغلبيهم في صفوف الجيش والقضاء، على خلفية محاولة الانقلاب التي أدت إلى مقتل 290 شخص على الأقل بحسب حصيلة رسمية. ومن جهته صرّح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري عقب اجتماعه بوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في بروكسل، أمس، إن بلاده تؤيد الجهود التركية لتقديم المتورطين في محاولة الانقلاب إلى العدالة، لكنها تحضّ الحكومة على احترام سيادة القانون. وأضاف: "نقف تماما في صف القيادة المنتخبة في تركيا، لكننا نحضّ أيضا حكومة تركيا بقوة على الحفاظ على الهدوء والاستقرار في أنحاء البلاد". وحث كيري الحكومة التركية على الالتزام بمعايير الديمقراطية في البلاد وسيادة القانون، مضيفا أنّ بلاده ستؤيد بالتأكيد تقديم مدبري الانقلاب للعدالة (في إشارة إلى غولن)، لكنه حذر من عواقب التمادي في الملاحقات. وفي السياق قال موقع "ويكيليكس" في تغريدة عبر "تويتر" إنه يعتزم نشر وثائق عن هيكل السلطة السياسية في تركيا، بعد فشل محاولة الانقلاب ضد الرئيس أردوغان مطلع الأسبوع. وكتب ويكيليكس: "استعدوا لمعركة مع نشر أكثر من 100 ألف وثيقة في شأن هيكل السلطة السياسية في تركيا".
أثينا تبدأ إجراءات تسليم العسكريين الفارين إلى أنقرة وفي السياق، شرعت السلطات اليونانية في إجراءات إعادة العسكريين الأتراك الذين فروا إلى مدينة أليكساندروبولي اليونانية يوم الجمعة الماضي على متن مروحية عسكرية. وقال المدعي العام اليوناني إن بلاده ستسلم العسكريين الأتراك الثمانية إلى بلادهم، مضيفا أنهم عبروا الحدود بطريقة غير شرعية باستخدام مروحية عسكرية وطلبوا اللجوء السياسي. وكانت الحكومة التركية طالبت، يوم أمس، نظيرتها اليونانية بتسليمها 8 عسكريين من الانقلابيين هبطت طائرتهم المروحية على أراضيها. ونقلت الأناضول قول وزير الخارجية مولود جاويش أوغلو: "طلبنا من اليونان فورًا إعادة ثمانية من العسكريين الخونة، الذين فروا إليها بمروحية". وذكر موقع "جريك ريبورتر" الإخباري اليوناني أن العسكريين الثمانية طلبوا اللجوء السياسي من اليونان. وقال محامي العسكريين الأتراك الفارين إنهم لم يكونوا يعلمون بحدوث انقلاب وكانوا ينقلون المصابين بمروحيتهم، وأبدى المحامون خوفهم من تعرض الجنود للإعدام في حال إعادتهم إلى تركيا. وأكدت مصادر برئاسة الوزراء التركية أن رئيس الوزراء اليوناني أليكسيس تسيبراس هنأ، في اتصال هاتفي، نظيره التركي على فشل محاولة الانقلاب، معتبرا هذا الفشل انتصارا للديمقراطية. وفي ذات الشأن، ذكرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن بكير أرجان فان، القائد التركي في قاعدة إنجرليك الجوية، والموقوف حاليًا بتهمة المشاركة في محاولة الانقلاب الفاشلة في بلاده، كان قد طلب اللجوء إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية، إلا أن طلبه قوبل بالرفض. ووفقًا لما نشرته الصحيفة، فإن بكير أرجان فان طلب اللجوء إلى الولاياتالمتحدةالأمريكية بعد فشل الانقلاب، إلا أنه تلقى ردًا سلبيًا من المسؤولين الأمريكيين. وألقي القبض على فان، الذي كان يترأس قاعدة التزويد بالوقود العاشرة داخل قاعدة إنجرليك، بتهمة المشاركة في الانقلاب، وقررت المحكمة المناوبة، يوم الأحد، اعتقاله بتهمة إصدار أمر لطائرات التزويد في الوقود، للتحليق في الجو، من أجل تزويد طائرات أف 16 المشاركة في محاولة الانقلاب في أنقرةوإسطنبول، بالوقود، لتتمكن من التحليق لفترة أطول.
حملة تواقيع على موقع البيت الأبيض تطالب أوباما بتسليم غولن إلى تركيا بدأ أتراك مقيمون في الولاياتالمتحدةالأمريكية حملة تواقيع على موقع البيت الأبيض على الإنترنت، يطالبون فيها الرئيس الأمريكي باراك أوباما، بتسليم زعيم "منظمة الكيان الموازي"، "فتح الله غولن" إلى تركيا. وكان وزير الخارجية التركي، مولود جاويش أوغلو، تباحث، مساء السبت، هاتفيا، مع نظيره الأمريكي، جون كيري، إجراءات تسليم واشنطن غولن، الذي يدير شبكة واسعة من المدارس والمؤسسات ومنظمة غير حكومية أسماها "حزمت" ومعناها خدمة. وكان القضاء التركي أصدر، في ديسمبر 2014، مذكرة توقيف بحق غولن، الذي انتقل للعيش في الولاياتالمتحدة منذ 1999، لكن الولاياتالمتحدةالأمريكية طالبت أنقرة بتقديم مستندات ووثائق تثبت تورط غولن في هذا الانقلاب العسكري وجعلته شرطا لتسليمه إلى تركيا. وقال وزير الخارجية جون كيري إن بلاده "تطلب أدلة تثبت إدانة الداعية فتح الله غولن". وشدّد كيري يوم أمس: سنلتزم ببنود اتفاقية إعادة المطلوبين المبرمة مع تركيا ونعيد "فتح الله غولن" في حال توافق الأدلة المقدمة ضده مع المعايير المحددة ولا مصلحة لنا في عكس ذلك. وتتهم أنقرة غولن ب"الخيانة العظمى" وبنسج مخطط الانقلاب، حيث لم يتوان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان في توجيه الاتهام إلى غولن وأنصاره، مؤكدا أنه سيطهر القوات المسلحة من أنصار غولن، معتبرا محاولة الانقلاب عملا من أعمال الخيانة. مؤكدا أنه يظل الرئيس الشرعي للبلاد. وبعد فشل الانقلاب خرج غولن عن صمته وندّد "بأشد العبارات" بمحاولة الانقلاب في تركيا، وباتهامه بالوقوف وراء العملية. وقال غولن في بيان مقتضب أصدره منفاه ببنسلفانيا في الولاياتالمتحدة، منتصف ليل الجمعة: "أنا شخص عانى مرارا من الانقلابات العسكرية في العقود الخمسة الماضية، واتهامي بأنني على ارتباط بهذه المحاولة يسيء لي كثيرا"، مضيفا "أنفي بصورة قاطعة هذه الاتهامات". وقال "غولن" أن حزب الحرية والعدالة بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان قد يكون هو من حاك سيناريو الانقلاب العسكري لإحكام سيطرته على أركان الدولة وإزاحة خصومه السياسيين من الساحة. وشدّد غولن أنه لا يعرف أيّا من أولئك الذين قاموا بهذه المحاولة الانقلابية الفاشلة وأن الاتهامات التي وجهت له من قبل أردوغان وتياره السياسي هي اتهامات باطلة ولا تستند إلى شاهد أو دليل.
السلطات التركية توقف أكثر من 8 آلاف مسؤول عقب الانقلاب الفاشل وأعلنت وزارة الداخلية التركية، أمس الاثنين، أنه تم إيقاف أكثر من 8 آلاف مسؤول في البلاد عقب محاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذها مجموعة من الجنود والضباط ضد الحكومة المنتخبة بقيادة الرئيس رجب طيب أردوغان. وأضافت الوزارة في بيان نقلته وكالة أنباء "الأناضول" التركية، أنه تم فصل 8777 شخصا من خدماتهم من بينهم 30 محافظا و52 مفتشا مدنيا و16 مستشارا قانونيا. وتابع البيان أن السلطات ألقت القبض على أكثر من 6 آلاف مشتبه على صلة بمحاولة الانقلاب الفاشلة التي نفذت مساء الجمعة الماضي، من بينهم شخصيات عسكرية وقضاة. وأوضح أن هؤلاء متهمون بأنهم على صلة بفتح الله غولن الذي يقيم في الولاياتالمتحدة والمتهم بالتدبير للانقلاب. وكانت مصادر قضائية قد ذكرت يوم أمس أن غولن هو المتهم الرئيسي في تحقيقين أطلقتهما النيابة العامة في اسطنبول بشأن علاقته بمحاولة الانقلاب الفاشلة.