أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تاريخ 15 جويلية من كل عام يوماً لتخليد ذكرى الشهداء الذين قضوا في التصدي للمحاولة الانقلابية الفاشلة. وقال أردوغان، في مؤتمر صحفي عقده بالمجمع الرئاسي بأنقرة، مساء الخميس، "لن تنسى الأجيال القادمة من المدنيين والشرطة والعسكريين، شهداءنا الأبطال الذين سقطوا في ثورة الديمقراطية يوم 15 جويلية، وأريد أن أتشارك معكم قرارنا بإعلان هذا اليوم من كل عام يوما لتخليد ذكرى شهدائنا، والشعب التركي من جديد يثبت من جديد أنه شعب يصنع التاريخ ويكتبه". وأكد الرئيس التركي أنَّ الحكومة التركية تفرض سيطرتها على كل شبر من تركيا وعلى كافة مؤسساتها، نافيا صحة الادعاءات الكاذبة بوجود تحركات جديدة لبعض قطع الجيش. وأشار أردوغان إلى مواصلة الحكومة التركية تطهير مؤسسات الدولة من أتباع غولن، مبينا أنَّ قرار إعلان حالة الطوارئ التي أوصى بها مجلس الأمن القومي بدأ بالسريان عقب إقرارها من قبل البرلمان التركي يوم الخميس، وأنها ستحترم الحريات وستراعي الحقوق الأساسية. ولفت الرئيس التركي إلى حبس 10 آلاف و410 أشخاص وتوقيف 4 آلاف و60 آخرين حتى مساء الخميس، في إطار التحقيقات بمحاولة الانقلاب الفاشلة، والارتباط بمنظمة "الكيان الموازي" الإرهابية. ودعا أردوغان المواطنين الأتراك لمواصلة خروجهم في مظاهرات "صون الديمقراطية" في الميادين، خلال هذه "المرحلة الحرجة"، بحسب تعبيره، راجيا منهم إبداء المزيد من الصبر والإقدام. من جانبه، بحث رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في اتصال هاتفي مع نائب الرئيس الأمريكي جو بايدن، مسألة إعادة "فتح الله غولن" زعيم "الكيان الموازي" المتهم بتدبير المحاولة الانقلابية الفاشلة في تركيا الجمعة الماضي. وقالت رئاسة الوزراء التركية في بيان لها، إن بايدن أبدى خلال الاتصال "تفهم" بلاده لطلب أنقرة في إعادة غولن المقيم في ولاية بنسلفانيا الأمريكية، مشيراً إلى ضرورة إصدار المحاكم الأمريكية المستقلة قرارًا في هذا الخصوص. وكان البرلمان التركي وافق أول أمس الخميس، على فرض حالة الطوارئ في عموم البلاد لمدة ثلاثة أشهر تبدأ من الليلة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة. وفي السياق أوقفت قوات الأمن التركية، "ياسمين أوزآتا جاتين كايا" والي سينوب، بعد إعفائها من منصبها، على خلفية الانقلاب الفاشل. وأفادت وسائل إعلام محلية، نقلا عن مصادر أمنية، أن فرق مديرية مكافحة الجرائم المنظمة أوقفت "جاتين كايا"، في العاصمة أنقرة، اليوم الجمعة، في إطار التحقيقات المستمرة على خلفية محاولة الانقلاب الفاشلة. وكانت الوالي "جاتين كايا" أُعفيت من منصبها في 16 جويلية الجاري، فيما كانت محكمة مختصة أصدرت قرارا باعتقال زوجها "تمال جاتين كايا" ضابط برتبة عقيد، نائب قائد حامية "سينوب"، عقب توقيفه بتهمة "انتسابه لمنظمة فتح الله غولن". كما أوقفت الشرطة التركية يوم أمس، العقيد الركن "المسؤول عن إغلاق جسري مضيق البوسفور واللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول، وذلك في خزانة للملابس. وأفادت الأناضول أن "معمر أ" تم توقيفه في منزل أحد أصدقائه بقضاء مراد باشا، بولاية أنطاليا وهو مختبئ في خزانة للملابس. وأشارت المصادر أنَّ السلطات الأمنية حدّدت هوية العقيد بواسطة المراسلات التي جرت بين الانقلابيين عبر تطبيق "واتس آب" والتي حصلت عليها الشرطة التركية عقب الانقلاب الفاشل مساء الجمعة الماضي. وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر في الجيش، حاولوا خلالها قطع حركة المرور وإغلاق الجسرين الرابطين بين شطري مدينة إسطنبول الأوروبي والآسيوي، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفي الوقت نفسه حلقت مقاتلات على علو منخفض فوق سماء العاصمة أنقرة. وأكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أنها "محاولة غير شرعية" تقوم بها "مجموعة" داخل الجيش التركي وتوعد بأنهم سيدفعون "الثمن باهظا". وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو المطار والبرلمان ورئاسة الأركان، ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب وسرّع في إفشال الانقلاب بعد 6 ساعات من بدايتها. وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان متوسطا حشدا من أنصاره في إسطنبول، الذين توافدوا بالمئات إلى الشوارع استجابة لندائه، عن "فشل الانقلاب على السلطة الشرعية في تركيا"، مؤكدا على بقاء أنصاره في الشوارع والميادين حتى نهاية الأزمة، وأن الامور ستعود إلى نصلبها في أقرب وقت.