أوقفت الشرطة التركية الجمعة، العقيد الركن "معمر. أ" الذي كان مكلفاً من قبل الانقلابيين بإغلاق جسري مضيق البوسفور واللذين يربطان شطري مدينة إسطنبول. وأفادت مصادر أمنية للأناضول، أن المتهم "معمر. أ" تم توقيفه في منزل أحد أصدقائه بقضاء مراد باشا، بولاية أنطاليا جنوبتركيا، وهو مختبئ في خزانة للملابس. وأشارت المصادر إلى أنَّ السلطات الأمنية حدّدت هوية العقيد، بواسطة المراسلات التي جرت بين الانقلابيين عبر تطبيق "واتس آب" والتي حصلت عليها الشرطة التركية عقب الانقلاب الفاشل مساء الجمعة 15 جويلية. ومن الجمل التي كتبها "معمر. أ" في محادثات "واتس آب" مع الانقلابيين "هناك اشتباكاتٌ في كوليلي (ثانوية عسكرية في منطقة أوسكودار بإسطنبول) سنطلق النار على المجموعة"، و"هل يمكن النظر في إجراء طلعة جوية فوق الجسر الثاني؟"، و"أصبنا أربعة أشخاص أبدوا مقاومة في جنغل كوي. لا توجد مشاكل". وفي المقابل، تظاهر آلاف الأتراك مساء الخميس على جسر البوسفور في اسطنبول للتعبير عن دعمهم للرئيس رجب طيب أردوغان والاحتجاج على الانقلاب الفاشل عليه. وهتف الحشد الذي رفع مشاعل وأعلاما، اسم أردوغان. كما رفع لافتات كتب عليها "نسهر على الوطن" و"توقعوا (الانقلابيون) كل شيء إلا المصير". وقُطعت حركة السير اعتبارا من الساعة 19,00 بتوقيت غرينتش ونُشرت قواتٌ أمنية كبيرة على أحد الجسرين اللذين يربطان بين ضفتي البوسفور. وشهدت العاصمة أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر، من مساء الجمعة الماضي، 15 جويلية، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر محدودة من الجيش، تتبع لمنظمة "فتح الله غولن" المعروفة ب(الكيان الموازي)، حاولوا خلالها إغلاق الجسرين اللذين يربطان الشطرين الأوروبي والآسيوي من مدينة إسطنبول (شمال غرب)، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة. وقوبلت المحاولة الانقلابية، باحتجاجاتٍ شعبية عارمة في معظم المدن والولايات؛ إذ توجَّه المتظاهرون الأتراك بحشودٍ غفيرة اتجاه البرلمان ورئاسة الأركان بالعاصمة، والمطار الدولي بمدينة إسطنبول، ومديريات الأمن في عدد من المدن، ما أجبر آليات عسكرية كانت تنتشر حولها على الانسحاب مما ساهم بشكل كبير في إفشال المخطط الانقلابي.