قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إنّ بلاده أصبحت قوة اقتصادية عالمية، وهي اليوم غير مرتبطة بالخارج في مجال الصناعات الدفاعية. واتهم أردوغان، في سياق خطاب ألقاه، مساء أمس السبت، من المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، شاهده الأتراك المعتصمون في الميادين، جهاتٍ لم يسمها، ب”عرقلة تقدم تركيا، كلما سنحت لهم الفرصة”، وشدد على عزم بلاده مواصلة تحقيق أهدافها التي وضعتها ضمن رؤية المئوية الأولى لتأسيس الجمهورية التركية، وتسعى لتنفيذها بحلول عام 2023، وكذلك ورؤيتها لعامي 2053 و2071. وأشار أن ”المحاولة الانقلابية الفاشلة كان هدفها توجيه ضربة للشعب والحكومة والبرلمان، والجيش أيضا”، لافتا أنَّ ”تركيا بعد إفشال تلك المحاولة، دخلت مرحلة جديدة، وهي اليوم أقوى مما كانت عليه مساء 15 جويلية (تاريخ المحاولة الانقلابية الفاشلة). وأوضح أردوغان أنه يتعين على الحكومة ”اجتثاث منظمة الكيان الموازي الإرهابية، من تركيا، وأتباعها من مؤسسات الدولة”، مؤكدا ”إغلاق الدولة بعد المحاولة الانقلابية، ل 934 مدرسة و109 سكن للطلاب، و15 جامعة، و104 أوقاف و35 مؤسسة صحية، وألف 125 جمعية، و19 نقابة، تعود للمنظمة، ووضعت دولة يدها عليها”. وأعلن أردوغان عن توقيف 13 ألف و160 شخصًا، في كافة ولايات البلاد، في إطار التحقيقات تجريها النيابات العامة التركية بعد محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد، منتصف جويلية الجاري. وذكر أردوغان أنَّه من بين الموقوفين والمحبوسين 8 آلاف و838 عسكريًا، وألفان و101 قاض ومدعٍ عام، وألف 485 شرطيًا، و52 موظف حكومي، و689 غيرهم.
اعتقال أحد رجالات غولن وانتحار آخر بالسجن كما أوقفت السلطات التركية أحد كبار رجالات جولن الذي تتهمه السلطات بتدبير الانقلاب، وفقا لما ذكر مسؤول حكومي السبت. وقال المسؤول، الذي لم تكشف هويته، إن القوى الأمنية أوقفت هايلز هانجي في محافظة طرابزون في شمال البلاد على البحر الأسود، مشيرًا إلى أن هانجي هو ”الذراع اليمنى” لجولن والمسؤول عن نقل الأموال التي تصل إليه. وينفي غولن المقيم في الولاياتالمتحدة أي علاقة له بالانقلاب الفاشل. وقال المسؤول أن هانجي دخل البلاد قبل يومين من محاولة الانقلاب الفشلة. وأعلنت مصادر أمنية تركية انتحار ضابط من المشاركين في محاولة الانقلاب، خلال اعتقاله على ذمة التحقيق بسجن ”سيليفري” في إسطنبول. وذكرت المصادر أن اسماعيل جقماق، الضابط في الجيش التركي، ضغط على زر جرس النداء في زنزانته، ولدى وصول المسؤولين وجدوه قد شنق نفسه. وأشارت المصادر إلى أن الضابط المعتقل كان موقوفا بناء على قرار من محكمة الصلح والجزاء الرابعة في إسطنبول، على خلفية اتهامه ب”محاولة إزالة النظام الدستوري”. وقال رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم، في تصريحاتٍ أدلى بها، مساء السبت، لقناتين محليتين، أن سلطات بلاده تعتزم حل الحرس الرئاسي، وذلك بعد توقيف نحو 300 من عناصره إثر محاولة الانقلاب الفاشلة. وقال يلدريم: ”لن يكون هناك حرس رئاسي، ليس هناك سبب لوجوده، لسنا بحاجة إليه”، وأشار يلدريم إلى أن عناصر من الحرس الجمهوري كانوا ضمن المجموعة التي دخلت مبنى التلفزيون الرسمي ”تي أر تي”، وأجبرت مذيعة على قراءة بيان يعلن الأحكام العرفية وفرض حظر التجول. وأكد يلدريم أنَّ ”المرحلة القادمة ستشهد إعادة هيكلة الجيش، بحيث تتماشى مع الدول العصرية، ونقطع صلته بالسياسية”، وذلك إثر المحاولة الانقلابية الفاشلة على نظام الحكم في تركيا منتصف جويلية الجاري. وشدّد يلدريم على ضرورة إعادة هيكلة الجيش، لأنّ الكيان الموازي وكيانات أخرى كالأرغنكون والمطرقة، تغلغلت داخل الجيش، وفي الدول العصرية المتقدمة لا يمكن أن يشكل الجيش مصدر تهديد لشعبه ووطنه، ومن ثم وجب إزالة هذه التهديدات، بإجراء إصلاحات أو إعادة هيكلة الجيش مجددا”. ولفت يلدريم إلى أنّ تورّط الجيش بالسياسة سيهدد وجودها، وأنّ ”من أهم أسباب سقوط الدولة العثمانية، هو تدخل الجيش بالسياسة في سنواتها الأخيرة”. وبشأن المؤسسات التعليمية ومنظمات المجتمع المدني التابعة حركة ”الخدمة” التي يرأسها فتح الله غولن، والتي للسلطات وصاية قانونية عليها، أكد يلدريم أن ”الوزارات التركية ستشرف عليها، بما يضمن استمرار عملها، وستتم تسميتها بأسماء الشهداء الذين سقطوا في مواجهة المحاولة الانقلابية الفاشلة”. تجدر الإشارة أن شبكة أرغنكون، منظمة سرية يُرجح أنها تأسست عام 1999؛ وتزعم بأن أهدافها المحافظة على علمانية الدولة التركية، وتُتهم بالقيام باغتيالات وتفجيرات في عدد من المدن التركية؛ ومحاولة الانقلاب على حكومة حزب العدالة والتنمية بين عامي 2003-2004.وتتلخص قضية ”المطرقة” في مخطط لعدد من كبار جنرالات الجيش يستهدف الإطاحة بحكومة العدالة والتنمية، كُشف النقاب عنه في جريدة محلية مطلع عام 2010. وشهدت العاصمة التركية أنقرة ومدينة إسطنبول، في وقت متأخر من مساء الجمعة، محاولة انقلابية فاشلة، نفذتها عناصر في الجيش، حاولوا خلالها قطع حركة المرور وإغلاق الجسرين الرابطين بين شطري مدينة إسطنبول الأوروبي والآسيوي، والسيطرة على مديرية الأمن فيها وبعض المؤسسات الإعلامية الرسمية والخاصة، وفي الوقت نفسه حلقت مقاتلات على علو منخفض فوق سماء العاصمة أنقرة.وأكّد رئيس الوزراء التركي بن علي يلدريم أنها ”محاولة غير شرعية” تقوم بها ”مجموعة” داخل الجيش التركي وتوعد بأنهم سيدفعون ”الثمن باهظا”. وقوبلت المحاولة الانقلابية باحتجاجات شعبية عارمة في معظم المدن والولايات التركية، حيث توجه المواطنون بحشود غفيرة نحو المطار والبرلمان ورئاسة الأركان ومديريات الأمن، ما أجبر آليات عسكرية حولها على الانسحاب وسرّع في إفشال الانقلاب بعد 6 ساعات من بدايتها. وأعلن الرئيس رجب طيب أردوغان متوسطا حشدا من أنصاره في إسطنبول، الذين توافدوا بالمئات إلى الشوارع استجابة لندائه، عن ”فشل الانقلاب على السلطة الشرعية في تركيا”، مؤكدا على بقاء أنصاره في الشوارع والميادين حتى نهاية شبح الانقلاب.