كشف المحلل النفطي محمد الشطي أن غالبية التوقعات تتجه إلى استقرار سعر برميل النفط بداية من الربع الأخير من العام الجاري. وحسب ما نقلته رويترز عن صحيفة الرياض، فإن خبراء الصناعة النفطية يجزمون بأن الصورة العامة للأسواق النفطية بالعالم لا زالت تتسم بالضبابية في مجمل الأمر، بيد أنهم يرون على الرغم من ضعف أساسيات السوق أن علامات توازن الأسواق ستصل لمرحلة الوضوح في الربع الرابع من 2016. وقال أنه في خطوةٍ لتحفيز أساسيات السوق باتجاه التوازن، فضلت أوبك عدم التدخل وترك الأسواق تتحكم بنفسها، كذلك تشجيع الحوار بين المنتجين وهي غالباً استراتيجية مؤقتة لحين تغير ديناميكية الأسواق؛ كي تكون واضحة بالشكل الذي يخدم المنظمة في عودة فاعليتها عبر أمن الإمدادات وتنظيم المعروض وضمان الاستقرار في الأسعار. وذكر الشطي أن أرقام مصادر السوق المعتمدة لدى أوبك تشير إلى أن إجمالي إنتاج المنظمة خلال شهر جوان بلغ قرابة 33 مليون برميل يومياً في 2016، مقابل 32.6 مليون برميل يومياً خلال شهر ماي المنصرم، بزيادة مقدارها 400 ألف برميل يومياً، كما تشير الأرقام إلى استمرار انخفاض إنتاج فنزويلا من النفط وذلك ل 2.1 مليون برميل يومياً في شهر جوان، مقابل 2.3 مليون برميل يومياً خلال شهر جانفي 2016، أي بانخفاض مقداره 200 ألف برميل يومياً. وأضاف ذات الخبير أنه منذ اختلال ميزان السوق النفطية في النصف الثاني من 2014، وهناك متغيرات تسهم في إعادة تشكيل ديناميكية السوق النفطية، وهو ما يؤخر عملية توازن الأسوق رغم أنها بدأت، ما بين عوامل جيوسياسية غير مستقرة في بعض مناطق الإنتاج مثل ليبيا ونيجيريا وفنزويلا، أو تأثيرات ضعف أسعار النفط على وتيرة إنتاج النفط الصخري في الولاياتالمتحدةالأمريكية وتباطؤ معدلات النمو الاقتصادي في الصين، وكذلك المخاوف الناجمة عقب الاستفتاء البريطاني للخروج من الاتحاد الأوروبي والوقوف على تبعاته، حيث أن تطور تلك المتغيرات والتطورات تجعل أمر التكهن بمسار أسعار النفط غير يسير وفق كافة المقاييس، ويتطلب ذلك على الأرجح متابعة تلك المتغيرات وفهمها لتحديد درجة استجابة السوق باتجاه التوازن، ويبقى المؤشر الحقيقي هو فعلياً أسعار النفط الخام، وعلى وجه التحديد سعر خام الإشارة برنت. كما أن هنالك قناعة بأن الأسواق النفطية متماسكة لدعم مستوى سعر البرميل ضمن حدود الأربعين دولاراً لنفط خام برنت. وفي ظل استمرار ضعف أساسيات السوق والأوضاع الاقتصادية غير المستقرة لأوروبا وارتفاع الدولار، كذلك استمرار الفائض من الإمدادات، فإن أسعار نفط خام الإشارة قد تظل تدور حول 45 دولاراً للبرميل خلال الأشهر القادمة، وقد ترتفع لتصل نحو ال 50 دولاراً للبرميل خلال الربع الرابع من عام 2016، مع بروز علامات توازن السوق. وبالرغم من تزايد استمرار ضعف أساسيات السوق، إلا أن مصادر السوق، سواء بنوك أو بيوت استشارية، تتوقع توازن السوق في منتصف 2017. وتضيف ذات الصحيفة أن وكالة الطاقة الدولية تتوقع نمو الطلب على نفط الأوبك بمقدار مليون برميل يوميا خلال 2017، ليصل نحو ال 33.7 مليون برميل يومياً، وهي تطورات إيجابية تدعم مسار توازن السوق النفطية، كما أنها تقدر الطلب على نفط الأوبك خلال النصف الثاني من 2016 عند 33.3 مليون برميل يومياً، وهي تطورات في مجملها إيجابية تدعم تعافي أسعار النفط الخام.