أمر، أول أمس، والي ميلة بالشروع في تحويل المقبرة المسيحية القديمة بالمدينة والمعروفة باسم جبانة فرنسيس بحي قصر الماء، بتحويلها إلى حديقة جديدة، بهدم البنايات الموجودة بالحديقة العمومية الشهيد رشيد شعبوب من أكشاك بعضها مفتوح والبعض دون نشاط، ومركز لمؤسسة توزيع الكهرباء والغاز. وكلف الوالي مدير الغابات بتشبيب نباتات الحديقة من خلال تحديد وتعيين الأشجار الهرمة اليابسة أو التي هي في طريق الموت، وكذا التي لها انعكاسات سلبية قاتلة على النباتات الأخرى، لقلعها وإزالتها من الحديقة وتعويضها بأشجار ونباتات أخرى ذات قيمة بيئية وجمالية، في إطار عملية إعادة الاعتبار لهذه الحديقة. وتشكل حديقة شعبوب نواة مدينة ميلة ورئتها التي تتنفس منها ولها مكانة خاصة في نفوس أبناء البلدة والمناطق المحيطة بها وزوارها، وقد أثارت وضعية الحديقة جدلا واسعا خلال السنتين الأخيرتين على المستويين الرسمي والشعبي وعبر مختلف شبكات التواصل الاجتماعي، بالنظر للتدهور الكبير الذي لحقها جراء الإهمال وأعمال هدم وتخريب. والي ميلة، في الاجتماع الذي ترأسه أمس الأول، شدد على مكتبي الدراسات اللذين أوكلت لهما المهمة من أجل إضافة اللمسة الجمالية اللازمة للحديقة بأخذ مجمل الاقتراحات البناءة المقدمة، كالتكفل بالتمثال الموجود بداخلها المجسد لطفل يحتضن عجلا صغيرا، والذي طالته أعمال تخريب، بالإضافة لوضع لوحتين عند الباب الشمالي للحديقة تجسدان تاريخ الشهيد الذي تحمل الحديقة اسمه، وأخرى تقدم تاريخ الحديقة كمعلم للزائرين، مع ضرورة تهيئة محيط الحديقة وجعله متجانسا عبر الجهات الأربع. حديقة شعبوب التي ألح الوالي على وضع رزنامة زمنية لتجسيد مشروع إعادة الاعتبار لها في أسرع وقت ممكن، لن تخضع وحدها لهذه العمليات، حسب ما دار في الاجتماع، وإنما ستمس أشغال إعادة الاعتبار أيضا حديقة مجاورة لجنوب مبني البلدية وكذا الحائط الخارجي لمبنى إقامة الوالي ومقر مديرية السياحة. وقد خصصت لهذه الأشغال مبالغ مالية معتبرة وفق تركيبة مالية من البلدية والولاية ومديرية التعمير والهندسة المعمارية، تتجاوز خمسة ملايير سنتيم، حسب رئيس بلدية ميلة، مولود معتوق، الذي أكد أن الحديقة العمومية رشيد شعبوب ستبقى رمزا في ذاكرة مدينة ميلة، نافيا أن تكون هناك نية لتغييرها أو المساس بمعالمها.