تعرف ولاية ميلة قبيل نهاية موسم الحصاد والدرس مشكلة كبيرة، بسبب افتقارها لمستودعات تخزين المنتوج الوفير من محاصيل الولاية من الحبوب، التي فاقت توقعات تعاونية الحبوب والبقول الجافة وشكل تخزينها هاجسا أرق المنتجين والفلاحين والقائمين على شؤون القطاع، الأمر الذي استدعى من والي الولاية التحرك الفعلي وعقد اجتماعات طارئة مع مديرية الفلاحة لحل المشكلة. المشكلة استدعت عقد جلسة عمل الأسبوع المنقضي تحت إشراف والي الولاية، لتقييم الحملة الجارية وللتكفل بالمشكلة القائمة والبحث عن السبل الكفيلة بعدم تكرارها من خلال تفعيل وبعث المشاريع الخاصة برفع قدرات الولاية في تخزين المنتوج الفلاحي عامة والمحاصيل الكبرى على وجه الخصوص. وذكر رئيس الغرفة الفلاحية أن مشكلة التخزين مطروحة بحدة على ببلديات ميلة، الڤرارم وسيدي مروان الأمر الذي خلق طوابير طويلة من الفلاحين الذين ينتظرون طويلا قبل تسليم منتوجهم للتعاونية، متسائلا في السياق عن الأسباب التي حالت دون استنجاد تعاونية الحبوب والبقول الجافة بمؤسسة الرياض وتسخير إمكانياتها ومخازنها لاستقبال المحصول، وبالتالي إزالة كل تخوف حول مصيره وضمان عدم ضياعه بعد ان أصبح المنتوج كما قال يجمع في الهواء الطلق. وأضاف محدثنا ل"الفجر" أن قدرة التخزين بالولاية لا تتعدى في أحسن الأحوال 1,2 مليون قنطار، فيما تجاوزت الكمية المحولة من قبل الفلاحين نحو تعاونية الحبوب حوالي 1,3 مليون قنطار من أصل 2,3 مليون قنطار من مختلف الحبوب أنتجها الفلاحون حتى الآن في حملة الحصاد والدرس التي لم تنته بعد، منها 1,2 مليون قنطار من القمح الصلب ونصف تلك الكمية تقريبا من القمح اللين وكذلك من الشعير، بالإضافة لقرابة 70 ألف قنطار من الخرطال، علما أن المردود الإجمالي للإنتاج يقارب 26 قنطارا في الهكتار. أمام هذه الوضعية اضطرت تعاونية الحبوب والبقول الجافة على وجه الاستعجال إلى مباشرة تحويل محصول الولاية نحو ولايات الوطن الأخرى التي عرفت شحا في الإنتاج هذا العام، خاصة منها الولايات الغربية. تحويل آلاف القناطير نحو ولايات شرق وغرب البلاد تم تحويل 100 ألف قنطار موجهة للاستهلاك نحو ولاية برج بوعريريج و20 ألف قنطار أخرى نحو ولاية باتنة و15 ألف قنطار نحو ولاية بسكرة. أما بخصوص المنتوج الخاص بالبذور فقد تم تحويل 12 ألف قنطار نحو ولاية غيلزان و10 آلاف قنطار أخرى نحو ولاية تبسة و5000 قنطار نحو ولاية تلمسان، في انتظار تحويلات أخرى تدخل في إطار التكفل بالمنتوج المحصل من المساحة التي لم تحصد بعد وهي في حدود 10506 هكتار . والي الولاية شدد على ضرورة التقاء كل الأطراف المعنية في أجل مدته أسبوع لرفع كل العقبات الموجودة التي تحول دون انطلاقة المشاريع المسجلة أو تفعيل الجاري إنجازها حاليا، لزيادة قدرات التخزين بالولاية وحتى تكون جاهزة بدء من موسم الحصاد والدرس.