دعا المجلس الرئاسي الليبي، الجزائر، إلى لعب دور أكبر لحل الأزمة السياسية والأمنية التي تعصف بالبلاد منذ سنوات، وذلك خلال لقاء وزير الخارجية رمطان لعمامرة، نظيره الليبي محمد طاهر سيالة، في نيويورك. وأوضح بيان صادر عن وزارة الخارجية أن سيالة، أشاد ”بدعم الجزائر الدائم والثابت لليبيا”، لكنه دعا إلى أن ”تلعب الجزائر دورا أكبر من أجل تكريس السلم والإستقرار الدائمين في البلاد”، وتابع أن مباحثات لعمامرة وسيالة، تناولت ”عمل الأممالمتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية إضافة إلى الدور الذي ينبغي أن تطلع به ليبيا ضمن هذه المنظمات”. ونقل البيان عن لعمامرة، تأكيده مجددا على ”الموقف المبدئي للجزائر الرافض للتدخل الأجنبي والمؤيد لمسار المصالحة الوطنية الشامل في ليبيا ولحل سياسي للأزمة بمبادرة من الليبيين أنفسهم”، وعلى ”التزام الجزائر بمرافقة الشعب الليبي الشقيق والعمل بالتنسيق مع الدول المجاورة من أجل تحقيق مستقبل أفضل لشعوب المنطقة”. من جانبه، دعا وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي والجامعة العربية، عبد القادر مساهل، لتحقيق الحل السياسي في ليبيا عنلى طريق ”ثنائية الحوار الليبي الشامل والمصالحة الوطنية” الذي يضمن السيادة والوحدة الليبية ويبعد شبح كل تدخل أجنبي. وخلال مشاركته في الندوة الوزارية حول ليبيا بنيويورك، التي ترأسها مناصفة كاتب الدولة الأمريكي جون كيري، ووزير الشؤون الخارجية الإيطالي باولو جنتيلوني، أكد مساهل، على 10 نقاط أهمها دعم الجزائر الثابت والدائم للمسار السياسي الذي بادرت به الأممالمتحدة، والهادف إلى تسوية نهائية للنزاع من خلال تطبيق الاتفاق السياسي الليبي الموقع في ديسمبر 2015. وحث مساهل، المجلس الرئاسي الليبي على تشكيل حكومة ”وحدة وطنية ممثلة لجميع القوى السياسية”، داعيا غرفة النواب إلى ”دعم هذه الحكومة”، وحذر من الانعكاسات الناجمة عن غياب حل ”توافقي” من شأنه وضع حد للأزمة، معتبرا أن ليبيا تتوفر على موارد بشرية ومادية تؤهلها لتجاوز المشاكل الحالية”. ودعا الوزير ”كل الأطراف إلى الانضمام إلى جهود التسوية من أجل تطبيق اتفاق 17 ديسمبر 2015 السياسي”، وأنه على ”المجتمع الدولي مرافقة هذه الجهود لتمكين السلطات الانتقالية من مواجهة مهام بناء الدولة ومؤسساتها وضمان الاستقرار والأمن في البلاد ومكافحة الإرهاب وتحسين الظروف المعيشية للسكان”. وأبرز مساهل، مساهمة الجزائر من أجل تحقيق ”تقارب في مواقف الأطراف الليبية والتطابق في وجهات النظر”، مجددا عزم وإرادة الجزائر في مواصلة مساندة المجلس الرئاسي لإنجاح مهامه بغية استتباب السلم والأمن والاستقرار في هذا البلد. وذكر البيان المصادق عليه عقب هذه الندوة، بضرورة احترام سيادة هذا البلد وسلامته الترابية ووحدته وتلاحم شعبه”، مؤكدا دعمه لحل سياسي بمبادرة الأممالمتحدة من خلال تطبيق الاتفاق السياسي الليبي، وأعرب عن ارتياحه للقرار المتخذ من قبل المجلس الرئاسي بغية مكافحة تنظيم ”داعش” والجماعات الإرهابية الأخرى، التي تهدد السلم والاستقرار والأمن في هذا البلد. وركز البيان على أن ”مستقبل هذا البلد قضية تخص الليبيين وحدهم، بعيدا عن كل تدخل خارجي”، داعيا إلى الحوار والمصالحة الوطنية لتسوية النزاع بصفة نهائية من خلال إقامة مؤسسات موحدة وقادرة على رفع التحديات التي تواجه هذا البلد، مضيفا أنه ”تم التنويه بالجهود التي تبذلها الدول المجاورة”. وقبل الاجتماع الوزاري، شارك مساهل، في اجتماع مصغر بمقر الوفد الدائم للاتحاد الإفريقي برئاسة إدريس ديبي اتنو، رئيس الدولة التشادية والرئيس الحالي للاتحاد الإفريقي، وخصص لدراسة الوضع السائد في ليبيا التي تم التركيز بشأنها على ضرورة تحقيق ”تنسيق أفضل” وتقديم دعم ”بلا تحفظ” للجهود الجارية لمرافقة الليبيين في هذه الأوقات العصيبة خاصة الجهود التي تبذلها الدول المجاورة لها.