قررت وزيرة التربية الوطنية نورية بن غبريط التكفل شخصيا بمشاكل التلاميذ أبناء المعوزين الذين لم يتلقو بعد الكتب المدرسية وعلى رأسها ”كتب الجيل” الثاني، وهذا على خلفية سوء التوزيع ولجوء مدراء مؤسسات إلى بيع الكتب الممنوحة لفائدة هؤلاء التلاميذ المعوزين رغم أنها مخصصة لهم بالمجان، في وقت تورط مسؤولي المدارس ”خاصة” بمنحها عن طريق المعريفة وبطرق ملتوية لأبناء مسؤولين. كشفت وزيرة التربية نورية بن غبريط أنها ستتدخل بنفسها على مستوى مديريات التربية والمؤسسات التعليمة من أجل المطالبة بتوزيع الكتب المدرسية خاصة منها الجديدة بعد النقص الكبير الذي تعرفه أغلبية المدارس، بسبب توزيع الكتب المدرسية عن طريق ”المعريفة”، في وقت عرفت العديد من المؤسسات التربوية عبر كافة ولايات الوطن ندرة حادة في الكتب المدرسية خاصة منها كتب الجيل الثاني بسبب سوء التوزيع وعدم التنسيق ما بين الولايات. ويأتي قرار الوزيرة بعد الشكاوى العديدة حول التجاوزات الحاصلة على مستوى مديريات التربية والتي حرمت الآلاف من المتمدرسين من الحصول على الكتب مع اقتراب شهر من بداية الموسم الدراسي. وتلقت الشكاوى التي وصلت الوزيرة ”أن مديريات التربية فشلت في توفير كتب الجيل الثاني لمختلف المتمدرسين، وعلى رأسهم التلاميذ أبناء عمال القطاع والمعوزين، ولجوئها إلى بيع بعض الكتب رغم أن الوزارة الوصية قد أكدت أنها ممنوحة بالمجان لفائدتهم. مضيفة أن كتاب الأنشطة للسنتين الأولى والثانية يباع لفئتي المعوزين وأبناء القطاع، وهذا مخالف للتعليمية الوزارية رقم 1343 الصادرة في 3 سبتمبر المنصرم فيما تعلق بالترتيبات التكميلية لتسيير الكتاب المدرسي في اطار المجانية للسنة الدراسية 2017/2016”. ويأتي هذا في ظل المشاكل والصعوبات التي تلقتها المؤسسات في عملية توزيع الكتب المدرسية بسبب أن المنشور الوزاري الخاص بكيفية توزيع كتب الجيل الثاني جاء بعد توزيع الكتب المدرسية، وهناك تلاميذ غيروا المؤسسات وأخذوا كتبهم في حين أن هذه العملية تتطلب إرجاع الكتب لمصالح الاقتصاد لوضع الختم الخاصة بأنها مخصصة ”للإعارة ولا تباع” أو تنقل المقتصدين إلى التلاميذ يوميا لوضع الختم على الكتب. يجدر الإشارة وحسب وزارة التربية أن القرار الوزاري رقم 1343 المؤرخة في 2016/9/3 يحدد بالتفصيل الفئات التي تستفيد من مجانية الكتاب المدرسي، وماهي الكتب المعنية بالمجانية؟ والتي تهدف إلى إعادة النظر في ترتيبات مجانية الكتب للسنة الدراسية 17/16 عبر تحديد قوائم الكتب المدرسية التي يستفيد منها التلاميذ المعوزين الذين استفادو من منحة 3000 دج. وأوضحت الوزارة أنه بالنسبة لكتب الجيل الثاني لتلاميذ السنة الأولى ابتدائي، فإن الكتابين ”أدبي-علمي” سيعاران لفائدة أبناء عمال القطاع والمعوزين والفئات الأخرى، في حين أن كتابي الأنشطة مجاني لأبناء عمال الاقطاع والمعوزين المستفيدين من منحة 3 آلاف دينار جزائري والفئات الأخرى يباع لهم. أما السنة الثانية ”كتابي أدبي وعلمي” إعارة مجانية لأبناء عمال القطاع والمعوزين على أن يباع للفئات الأخرى، وكتابي الأنشطة مجاني للفئتين الأولى والثانية ويباع للفئة الأخرى، أما كتب السنة الأولى متسوط فإن جميع الكتب ستعطى إعارة لأبناء عمال القطاع وفئة المعوزين يباع للفئات الأخرى. بريد إلكتروني لفضح المؤسسات التي لم تضمن بعد الكتب وتلزم وزارة التربية أولياء التلاميذ للفئات المعوزة وعمال القطاع، على التوقيع على تعهد كتابي موقعه من طرفه بأنه استلم الكتب التي تم إعارتها لها، لضمان استرجاعها نهاية الموسم الدراسي بعد قالت الوزارة في تعليمتها ”تعار هذه الكتب مقابل تعهد يلتزم فيه الولي بالحفاظ على لسامتها وإعادتها عند نهاية السنة الدراسية وتقوم المؤسسة التعليمة بوضع ختم على صدر الكتاب المعار بعبارة ”كتاب خاص بالإعارة لا يباع”. وعن التلاميذ المعيدين تؤكد وزارة التربية أن الكتب الجديدة للتلاميذ المعيدين لأبناء عمال القطاع والمعيدون المسجلون على قوائم المنحة 3 آلاف دج لسنة 2017/2016. وتؤكد وزارة التربية أنه في ظل ذلك سوء التوزيع على مستوى الولايات تدخلت الوزيرة شخصيا وبجميع ولايات الوطن للحد من المشاكل المطروحة، قررت تخصيص بريد إلكتروني خاص بتلاميذ العائلات المعوزة الذين لم يتمكنوا بعد من الإستفادة من الكتب المدرسية بسبب انعدامها على مستوى المؤسسات التربية، مؤكدة ”أنه بإمكان المتأخرين في استلامها هذه الكتب إرسال معلوماتهم الشخصية إلى البريد الإلكتروني من أجل الرد على انشغالاتهم والتكفل بهم”.