قالت نعيمة القصير، ممثلة منظمة الصحة العالمية بالسودان، أن أكثر من 800 مليون شخص على مستوى العالم، يعانون من الجوع الدائم، وإنّ أكثر من مليار شخص مصابون بنقص التغذيات الدقيقة، ونحو 159 مليون طفل أصابهم التقزم، و50 مليون طفل يعانون الهزال. ولفتت القصير، خلال توقيع مذكرة تفاهم، بين بعض المنظمات العالمية العاملة في مجال التغذية، وإدارة صحة الأم والطفل، والاتحاد العام للمرأة بالسودان، إن 70 بالمئة من بلدان العالم، تتضمن سكانًا بالغين يعانون السمنة وفرط الوزن، في وقت تراجعت فيه تراجع مؤشرات سوء التغذية في السودان. وفي السياق، حذّرت منظمة الأممالمتحدة للطفولة ”يونيسيف” من أنّ قرابة 75 ألف طفل يعيشون في مناطق شمال شرق نيجيريا سوف يموتون جوعا خلال العام المقبل، إذا لم يتلقوا مساعدات لتلبية احتياجاتهم من الغذاء، جراء ظروف تشبه المجاعة في المعقل السابق لجماعة ”بوكو حرام” المتطرفة. وقال باتريك روز المتحدث باسم اليونيسف، في إفادة له، إن هذه الشريحة التي تتهددها المجاعة تتوزع على ولايات ”بورنو” و”يوبي” و”أداماوا”.ودعت المنظمة الأممية، يوم الخميس، الجهات المانحة إلى التعجيل في الاستجابة للاحتياجات الضرورية لهؤلاء الأطفال، لافتة إلى أنّها رفعت قيمة الغلاف المالي الذي تمت تعبئته من أجل مساعدة الأطفال الذين يعانون من سوء التغذية في المنطقة، حيث يقترب مخزون الغذء من النّفاد، إلى 115 مليون دولار، أي أكثر من ضعف القيمة السابقة التي بلغت 55 مليونا. ومن جهته قال ”آرجان دا ويت”، مدير برنامج التغذية في المنظمة، إن ”استفحال سوء التغذية وارتفاع عدد الأطفال الذين يواجهون الموت يجعلان الأزمة الإنسانية التي يواجهها شمال شرق نيجيريا الأسوأ في العالم”، وأن ”الأطفال يموتون هناك، لكن المانحين لا يستجيبون”. وأضاف دا ويت بأن معظم الأطفال، الذين يعانون من سوء التغذية الحاد، يموتون بسبب أعراض مرضية تشمل الإسهال، والتهابات الجهاز التنفسي، لافتًا إلى أن نسبة الأطفال الذين يموتون نتيجة سوء التغذية قد تصل إلى 50 في المئة في هذه المناطق. وشبه المسؤول الأممي الوضع الحالي في نيجيريا بما شهدته الصومال من مجاعة قبل خمس سنين، قائلا إن ”نحو 26 ألف شخص ماتوا في الصومال بين الأعوام 2010 و2012 بسبب الجفاف الحاد الذي تفاقم، آنذاك، جراء الحرب؛ حيث قالت الأممالمتحدة في ذلك الوقت إنه ينبغي تقديم المزيد من المساعدات”. يذكر أنّ ”بوكو حرام” جماعة نيجيرية مسلحة تأسست في يناير 2002، وتزعم أنها تسعى لتطبيق الشريعة الإسلامية في كامل نيجيريا بما في ذلك الأقاليم الجنوبية ذات الأغلبية المسيحية. وأرغمت الجماعة على الانكفاء بمعقلها الرئيسي في غابة سامبيسا المترامية الأطراف في شمال شرق البلاد خلال الشهور القليلة الماضية.وقتل أكثر من 15 ألف شخص ونزح أكثر من مليونين آخرين بسبب الأعمال الإرهابية التي تلجأ إليها ”بوكو حرام” منذ سبع سنوات ودعت الأممالمتحدة إلى ضمان مرافقة قوات عسكرية لعمال الإغاثة الذين يحاولون الوصول إلى المناطق التي تأثرت بالأزمة التي تفاقمت بسبب ارتفاع أسعار الغذاء ونفاذ المخزون الغذائي.