وجد رئيس المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني الليبية فائز السراج، خلال زيارته إلى الجزائر، أمس، ثلاثة وزراء في استقباله، موازاة مع ”اقصائها” من طرف باريس في اجتماع دولي حول ليبيا. وجد السراج، في استقباله بمطار هواري بومدين الدولي، ثلاث وزراء، يتقدمهم الوزير الأول عبد المالك سلال، ووزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية عبد القادر مساهل، ووزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين بدوي، ما يعكس أهمية زيارة المسؤول الليبي إلى الجزائر التي تقدم مبادرات سياسية لحل الأزمة المتفاقمة. وأشاد السراج في تصريح إلى الصحافيين لدى وصوله، بدور الجزائر ودعمها المستمر لليبيا، وقال أنه ”نقدر دور الجزائر ودعمها المستمر لليبيا في السنوات والعقود الماضية”، مؤكدا أن العلاقات بين البلدين و”ثيقة ومتبادلة”. وبعدما أشار إلى أن زيارته ل”بلده الثاني الجزائر”، جاءت بدعوة من الوزير الأول عبد المالك سلال، أبرز السراج، أن هدفها ”تشاوري حول الوضع الليبي”، مبديا أمله في أن تتوّج بنتائج إيجابية، وتمنى في الوقت ذاته ”الخير والسلام والأمن للبلدين”. ومن المقرر أن يتطرق رئيس المجلس الرئاسي الليبي خلال هذه الزيارة، إلى تقييم الوضع والجهود الجارية في إطار التسوية السياسية للأزمة في ليبيا، كما ستكون أيضا فرصة لتأكيد موقف الجزائر الدائم الداعم لديناميكية السلم التي تمت المبادرة بها في هذا البلد القائمة على الحل السياسي والحوار الشامل والمصالحة الوطنية في إطار احترام السيادة الوطنية. وتأتي زيارة السراج للجزائر، قبيل انعقاد الاجتماع الدولي حول ليبيا بالعاصمة الفرنسية باريس، حيث أقصيت منه الجزائر وتونس، الأمر الذي اعتبر تقليصا لدورهما في حل الأزمة، حيث يشارك في الاجتماع ممثلون عن مصر وقطر والإمارات وتركيا، بحسب ما أعلن المتحدث باسم الحكومة الفرنسية ستيفان لوفول الأربعاء الماضي. وقال لوفول، غداة لقاء بين رئيس الوزراء الليبي فايز السراج والرئيس فرنسوا هولاند في باريس، الأربعاء الماضي، ”إنه سيجمع دولا عدة، بينها مصر وقطر والإمارات وتركيا، لايجاد طريقة لإعطاء دفع للوحدة اللازمة في ليبيا التي تبقى الهدف الأساسي للدبلوماسية الفرنسية”. ووصف مراقبون زيارة السراج إلى باريس الأسبوع الماضي، بالمتواضعة كونه فشل في الضغط باتجاه ضرورة توضيح فرنسا موقفها حيال وجود قوات لها شرق البلاد، في إشارة إلى اللواء خليفة حفتر، وقد رد الفرنسيين بأنهم لم يشاركوا في القتال، وأن قواتهم موجودة مع قوات دولية أخرى هناك لأعمال مخابراتية، تخص ملف الإرهاب الذي يهدد أمن بلادهم. في المقابل، توقعت الجامعة العربية أن يتم إشراكها في الاجتماع الوزاري في باريس، وفي أي تحركات دولية ترمي إلى تسوية الأزمة الليبية، مؤكدة أن الدعم العربي الجماعي لهذه الجهود يعد شرطا أساسيا لتأمين فرص النجاح لها، وقال محمود عفيفي، المتحدث الرسمي باسم الجامعة، أن التوصل إلى تسوية سياسية للأزمة كان وسيظل على رأس أولويات الجامعة، ويعتبر من صميم مسؤولياتها وهو ما أعاد وزراء الخارجية العرب التأكيد عليه، خلال اجتماعهم الأخير في الثامن من سبتمبر الماضي، وأيضا خلال اللقاء التشاوري الذي عقدوه على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة بنيويورك في 21 من الشهر نفسه. من جانبه، قال رئيس لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الأمة سابقا، إبراهيم بولحية، في تصريح ل”الفجر” أن دول الجوار الليبي، تشاد ومصر وتونس والجزائر، هي أكثر من يجب أن تقود عملية التوفيق بين فرقاء الأزمة، لأن عدم الاستقرار ينعكس سلبا على دول الجوار.