يتواجد رئيس المجلس الرئاسي الليبي فايز السراج بالجزائر في زيارة رسمية، تهدف إلى تقييم الوضع والجهود الجارية في اطار التسوية السياسية للأزمة الليبية، ويتزامن وجود السراج بالجزائر مع رعاية فرنسا لاجتماع دولي بباريس يضم دولا عربية بينها مصر وقطر والإمارات وتركيا، لبحث جهود إعادة الأمن والاستقرار وتحقيق المصالحة الوطنية بين أبناء الشعب الليبي. ويغيب عن اجتماع باريس رئيس المجلس الرئاسي الليبي ودول ذات أهمية في القضية الليبية بينها الجزائر، مما يطرح العديد من التساؤلات عن الدوافع والأهداف الحقيقية من اجتماع باريس وأسباب استبعاد الجزائر، وإن كان لقاء باريس قد كشف النقاب وبشكل كبير عن ميولات الفاعلين في الازمة الليبية واهدافهم، في وقت لجأت حكومة السراج للاحتماء بالجزائر في زيارة موازية. وأكد مفوض الخارجية الليبية محمد طاهر سيالة أن زيارة سراج إلى الجزائر تعتبر ناجحة، وتهدف لتوطيد وجهات النظر، مؤكدا أن المدعوون إلى اجتماع فرنسا هم الفاعلين في الأزمة الليبية لكن بشكل سلبي، وأشار ذات المتحدث إلى أن باريس استبعدت الجزائر من الاجتماع الذي يجرى على أراضيها بسبب مواقف الجزائر الثابتة والتي تهدف إلى عدم المساس بوحدة ليبيا ومعارضة أي تدخل أجنبي. ومن جانبه، أفاد وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العربية عبد القادر مساهل أن الجزائر ليست لها مصالح اقتصادية في ليبيا أو جالية لكنها تسعى لضمان مصالح ليبيا من منطلق حسن الجوار، مؤكدا أن الجزائر ضد تعدد المبادرات لحل أزمة ليبيا ونحن مع مبادرة واحدة وهي الحوار والمصالحة بين الليبيين. وحول زيارة السراج إلى ليبيا يقول الخبير في الشؤون السياسية فريد بن يحيى، إن زيارة السراج للجزائر، جاءت لمعرفة لماذا لم تستدعى الأخيرة لحضور الإجتماع رغم أنها دولة محورية في هذا الملف، وأضاف إن السراج يريد أخذ نصائح من الدبلوماسيين الجزائريين حتى تكون له ورقة طريق قوية للدفاع عن مصالحه التي تخدم ليبيا.