تواجه المرشحان للانتخابات الرئاسية الأميركية، دونالد ترامب وهيلاري كلينتون، فجر أمس، للمرة الثانية في جامعة واشنطن بمدينة سانت لويس في ولاية ميزوري الأمريكية خلال مناظرة، دامت ساعة ونصف الساعة، اتسمت بحدة اللهجة وقسوة الاتهامات، وذلك قبل أقل من شهر عن موعد إجراء الانتخابات في 8 نوفمبر القادم. وتركز النقاش في أول جزء من المناظرة بشأن الفيديو المسرب لترامب والذي اتهم فيه بإهانة النساء، وقال ترامب بشأنه، إنه لم يقصد الإساءة للنساء، وأنه ليس فخورا بما قيل في الشريط، وجدد اعتذاره على ذلك. لكن كلينتون لم تقبل بتبريراته وقالت إن إساءته للنساء يجب أن تقابل بمنع انتخابه رئيسا للولايات المتحدة. يذكر أنّ ترامب في نظم مؤتمرا صحافيا مقتضبا قبيل المناظرة مع ثلاث نساء اتهمن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون بالاعتداء عليهن جنسيا ورابعة أكدت أن كلينتون ساعدت على أن يفلت من العقاب عندما كانت محامية شابة. وقالت إحدى النساء وتدعى خوانيتا برودريك ”ربما قال ترامب أمورا مسيئة لكن كلينتون اغتصبني وهيلاري هددتني”. وقال خلال المناظرة، إن الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون (زوج هيلاري) أسوأ منه في إهانة النساء، وكاد أن يبعد من الرئاسة بسبب ذلك، ودفع غرامة كبيرة لإحدى النساء. وتوعد ترامب منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون بالسجن في حال انتحابه رئيسا للولايات المتحدة، وذلك على خلفية استخدامها لخادم خاص لبريدها الإلكتروني عندما كانت وزيرة للخارجية، وبعدما جرى تسريب آلاف الرسائل من هذا البريد. وقال ترامب ”إذا فزت سأصدر أمرا لوزير العدل كي يعين مدعيا خاصا لتسليط الضوء على وضعك، لأنني لم أر مثل هذا الكم من الأكاذيب والأسرار”. لكن كلينتون ردت بالقول ”من الجيد أن شخصا بطباع ترامب ليس مسؤولا عن القانون في بلادنا”، ما حمل ترامب على القول بسرعة ”لأنك ستكونين وقتها في السجن!”. ويكيليكس يدخل على الخط: بريد كلينتون يكشف أسرارا عن ”بن لادن” وفي السياق، كشف موقع ويكيليكس عن تفاصيل كيفية العثور على مكان أسامة بن لادن، الأمر الذي قد يستغله منافسها دونالد ترامب. وتقول أحدث رسائل البريد الإلكتروني التي كشف عنها موقع ويكيليكس، إنّ كلينتون تحدثت عن تفاصيل سرية عن الغارة التي استهدفت المجمع السكني الذي عثر فيه على بن لادن. وتظهر الرسائل المسربة مضمون خطابات هيلاري للمصرفيين والمجموعات التجارية، في عام 2013، كما تكشف لهم عن تفاصيل لكيفية استهداف بن لادن. وقالت: ”إن حجم العمل الذي كان مطلوبا للحصول على أساس قوي بما فيه الكفاية من خطة للمعلومات استغرق أكثر من عقد من الزمان”. وأشارت كلينتون إلى رجل قالت عنه: ”هذا الرجل اعتاد على حماية بن لادن. هو قال كذلك في مكالمة هاتفية. نحن كنا بحاجة لمعرفة أين هو. وبعد ذلك نتتبعه”. وأضافت ”هذه هي الطريقة التي عثرنا من خلالها على هذا المجمع في أبوت آباد باكستان” حيث عثر فريق المارينز على بن لادن في ماي 2011. ويقول ملاحظون ربما كانت كلينتون تشير إلى الطبيب الباكستاني الذي ساعد الولاياتالمتحدة في العثور على بن لادن، بعد أن نظم برنامجا زائفا للتطعيم، كان الهدف منه جمع عينات من الحمض النووي من سكان المجمع السكني الذي يُعتقد أن بن لادن عُثر عليه فيه. كلينتون: ”لسنا في حالة حرب مع الإسلام” وعلقت كلينتون على تصريحات ترامب بشأن الإسلام بأنه ”كلام خطير”، وقالت: ”لسنا في حالة حرب مع الإسلام”. وحول تصريحات نجله عن منع المسلمين من دخول التراب الأمريكي، قال ترامب إن الحظر على المسلمين ”تحول إلى عملية غربلة لأناس قادمين من أماكن محددة”، في إشارة إلى تغير موقفه. مضيفا بأن المسلمين القادمين إلى الولاياتالمتحدة يجب عليهم أن يتعاونوا ويبلغوا عن المشاكل الأمنية، فيما ردت كلينتون بأن هناك مسلمين في أمريكا منذ عهد جورج واشنطن وأن هناك مكانا لأي شخص بغض النظر عن خلفيته، مشيرة إلى أن ترامب يثير العنصرية بتصريحاته ضد الإسلام وأن ما يقوله عن الإسلام بمثابة هدية لداعش. وبشأن الأوضاع في منطقة الشرق الأوسط، قال ترامب إن الطريقة التي أخرجت فيها كلينتون والرئيس أوباما القوات الأمريكية من العراق غذت ظهور داعش وتمدده في 32 دولة. وعن الأزمة السورية اتهمت كلينتون روسيا بعدم الاهتمام بمحاربة داعش ودعم بشار الأسد مشيرة إلى أنها لن تستعمل قوات برية أمريكية في سوريا لأن ”ذلك سيكون خطأ فادحا، وليست استراتيجية ذكية”. واختلف المرشحان في أولوياتهما للتعامل مع الأزمة السورية، في المناظرة الثانية، ففي حين حملت كلينتون النظام السوري وإيران وروسيا المسؤولية عن تردي الوضع الإنساني في سوريا، قال ترامب إن الأولوية يجب أن تكون لمحاربة داعش. وقالت كلينتون إن هناك مئات الآلاف من الناس مازالوا عالقين في حلب، و”هناك مجهود متعمد من القوات الروسية للقضاء على الثوار الذين يناهضون الأسد”. وتأمل كلينتون في حال انتخبت رئيسة للبلاد أن تتمكن من ”دفع داعش خارج العراق”، عبر ”دراسة إمكانيه تسليح الأكراد لأنهم من أفضل الحلفاء للأمريكان”. لكن ترامب انتقد كلينتون قائلا إنها ”تتحدث بقسوة ضد روسيا، اليوم هي روسيا جديدة ونحن متعبون، وتدافع عن المتمردين وهي لا تعرف من هم”.. ونفى المرشح الجمهوري ترامب صلته بروسيا، وقال ردا على اتهامه من قبل كلينتون بالتعاطف مع موسكو: ”أنا لا أعرف بوتين لكنني أعتقد أنه سيكون أمرا رائعا لو استطعنا ترطيب الأجواء مع روسيا لمحاربة ”داعش” على سبيل المثال”. كما ذكر ترامب أنه لا يتفق مع مرشحه الخاص لمنصب نائب الرئيس مايك بنس، الذي دعا لمواجهة روسيا في سوريا. أوباما يجدد دعوته للأمريكيين لانتخاب كلينتون وفي السياق، جدد الرئيس الأمريكي باراك أوباما دعوته للأمريكيين للتصويت لكلينتون، ووجه أوباما انتقادات لاذعة لترامب، حيث قال إنه لا يتحلى بالصفات التي ينبغي أن تتوفر في رئيس الولاياتالمتحدة. وأشاد الرئيس أوباما بالمرشحة الديمقراطية قائلا ”لقد قدمت تضحيات لا يمكن لمعظمنا تصورها، ونجاح هيلاري لا يتوقف عند صناديق الاقتراع، الذي يعد مهما، لكن علينا مساندتها في كل خطوة”. كما انتقد أوباما تصريحات ترامب بشأن تصريحته المهينة للمرأة. وقال أوباما إن ”الخطاب الذي لا يصدق لمرشح الحزب الجمهوري، والذي لا أريد إعادته فهناك أطفال في هذه القاعة، من إهانة النساء والأقليات والمهاجرين والأشخاص من ديانات أخرى وتوجيه الإهانات للعسكرين المتقاعدين وقواتنا، يشير إلى أمرين: أنه لا يشعر بالثقة الكافية ويسعى للتقليل من الآخرين ليرقى بنفسه، وهي سمات شخصية لا أنصح بأن تكون لأحد في المكتب البيضاوي”. استطلاع يشير إلى تفوق كلينتون في المناظرة الثانية وآخر إلى ضرورة مواصلة ترامب السباق وأظهرت نتائج استطلاع فوري أجرته شبكة (سي أن أن) عقب المناظرة تفوق المرشحة الديمقراطية في انتخابات الرئاسة الأمريكية هيلاري كلينتون على منافسها الجمهوري دونالد ترامب، وحصلت كلينتون على نسبة تصويت بلغت 57 بالمئة، مقابل 43 بالمئة لترامب. وحافظت كلينتون على موقعها للمرة الثانية، بعد أن فازت في استطلاع الشبكة الذي أجري عقب المناظرة الانتخابية الأولى في ال25 من سبتمبر، إذ صوت 62 بالمئة لصالحها، مقابل 27 بالمئة لترامب. وأظهر استطلاع آخر أجرته محطة ”ايه بي سي نيوز” التلفزيونية وشركة استطلاعات الرأي ”إس إس آر إس”، أن 43 بالمئة من الناخبين يعتقدون بضرورة انسحاب الجمهوري دونالد ترامب من السباق الرئاسي في أعقاب نشر تسجيل له يسيء فيه للنساء. في حين قال 57 بالمئة إن ترامب يجب أن يواصل السباق. وأظهر استطلاع ”ايه بي سي نيوز” أن 53 بالمئة ممن شملهم السبر قالوا إنه ليس من المرجح أن يصوتوا لصالح ترامب بسبب التسجيل، في حين قال 46 بالمئة إنهم لن يغيروا أراءهم.