قال الرئيس عبد الفتاح السيسي إن سياسة بلاده تقوم على الاعتدال والتوازن والتسامح واستقلالية القرار بشأن الأزمة في سوريا، وأنها تسعى للحفاظ على الأمن القومي العربي من خلال رؤية مصرية، وتحقيق إرادة الشعب السوري ونزع أسلحة الجماعات المتطرفة وإعادة إعمار سوريا، مؤكدا على أنه لا بديل عن حل سياسي للأزمة يضمن وحدة الأراضي السورية. وبشأن التصويت الذي أجري مؤخرا بمجلس الأمن والذي أثار ردود فعل سلبية من لدن الرياض والدوحة، وعلاقته بقرار شركة النفط السعودية أرامكو، مؤخرا، بوقف إمدادات النفط إلى مصر، وبحث الأخيرة عن مصادر بديلة لتغطية العجز: ”التصويت المصري على القرارين الروسي والفرنسي أغضب البعض، لكننا نظرنا إلى أن القرارين يدعوان إلى وقف إطلاق النار وإعطاء الهدنة للسماح بإدخال المساعدات للمواطنين”. لافتا إلى أنه ”لا يستطيع أحد التدخل في العلاقة الوثيقة والتاريخية بين مصر وأشقائها العرب”. مؤكدا أنّ وقف شحنات البترول السعودية ليس له علاقة بتصويت مصر في مجلس الأمن على مشروعي قرارين بشأن سوريا، ليس لدينا أي مشكلة فى البترول. وحثّ السيسي مواطنيه خلال ندوة تثقيفية للقوات المسلحة، على العمل الجاد إذا كانوا يرغبون في تحقيق الاستقلالية، وقال إنّ هناك محاولات للضغط على بلاده ولكنها لن تركع إلا لله. وبشأن إثيوبيا، أكد السيسي أن بلاده لا تتآمر ضد إثيوبيا أو تقدم أي دعم للمعارضة الأثيوبية وأنه ”ليس من قيم مصر أو سياساتها أن تدعم معارضة أو تثير قلاقل في أي بلد من البلدان”. وقال ”أريد ثقافة تدعو للتعاون والاستقرار والسلام لأن ذلك نتاج قراءة معمقة لتاريخنا وتاريخ المنطقة وتجارب شعوب أخرى”. يذكر أنّ تعليق السعودية توريد النفط إلى مصر أثار تساؤلات بشأن احتمال وجود خلاف سياسي بين القاهرةوالرياض بعد تصويت مصر في مجلس الأمن لصالح مشروع قرار بشأن سوريا تقدمت به روسيا وعارضته المملكة السعودية. ووصف المندوب السعودي لدى الأممالمتحدة عبد الله المُعلمي تصويت مصر لصالح مشروع القرار الروسي، بالمؤلم. وقال المعلمي بعيد التصويت ”كان مؤلما أن يكون الموقف السنغالي والماليزي أقرب إلى الموقف التوافقي العربي من موقف المندوب العربي.. ولكن أعتقد أن السؤال يُوجه إلى مندوب مصر”. من جهتها، وصفت مندوبة دولة قطر لدى الأممالمتحدة علياء آل ثاني الموقف المصري بالمؤسف. وقالت :”إن المهم الآن هو التركيز على ما يمكن فعله لمواجهة فشل مجلس الأمن في حل الأزمة السورية بعد استخدام روسيا الفيتو للمرة الخامسة ”. وكان مندوب مصر الدائم لدى الأممالمتحدة عمرو عبد اللطيف، صرح عقب التصويت على القرار، بأنّ بلاده صوتت لصالح المشروعين الروسي والفرنسي، وانتقد ما بات يمثله مجلس الأمن، الذي ”أصبحت المشاورات في إطاره تكرارا وتسجيلا لمواقف تقليدية وحوارا للطرشان”، على حد تعبيره.