انتهت الإشاعة التي ربطت المدرب البلجيكي، مارك ويلموتس بتدريب المنتخب الجزائري، فعلى الرغم من أن كل المؤشرات كانت توحي أن التعيين الرسمي للمدرب مارك ويلموتس على رأس العارضة الفنية للمنتخب الوطني هي مسألة وقت فقط، بعد الدرجة الكبيرة التي بلغتها مفاوضاته مع الفاف، فاجئ التقني البلجيكي جميع المتابعين، باعتذاره رسميا عن قبول المهمة، وهو ما جعل التساؤلات تطرح حول الأسباب التي جعلته يرفض عرض روراوة ويضعه سباق مع الوقت لتعيين خليفة المدرب المستقيل ميلوفان راييفاتش، خاصة أن موعد المقابلة المصيرية أمام المنتخب النيجيري لم يعد يفصلنا عنها الكثير. ولعل أولى الأسباب التي جعلت الرد يأتي سلبيا من المدرب السابق للشياطين الحمر، هي الوضعية الصعبة التي وصل إليها الخضر في سباق التأهل لكأس العالم بروسيا، حيث جاء التعادل على أرضية مصطفى تشاكر ضد منتخب الكاميروني، لتجعل رفقاء فوزي غولام أمام مهمة انتحارية في أويو يوم 12 نوفمبر المقبل ضد منتخب نيجيريا في ثاني مباريات التصفيات، حيث أية نتيجة غير الفوز وبدرجة أقل التعادل، ستجعل حظوظ الجزائر شبه منعدمة في التأهل، وهو من دون شك ما جعل ويلموتس يرفض المغامرة بحظوظه. رفض المغامرة بخوض تجربة خارج القارة العجوز بالإضافة إلى صعوبة مباراة نيجيريا يوجد عامل لا يقل اهمية صعب من قرار ويلموتس في قبول مهمة تدريب محاربي الصحراء فصاحب ال47 سنة يكون قد رفض المغامرة والدخول في تجربة غير محمودة العواقب في القارة الإفريقية المعروفة بظروفها الخاصة والصعبة بمعنى أدق، حيث يرى الكثيرون أنها تحتاج لتمرس وخبرة كبيرة في ميدان التدريب من طرف المدربين القادمين من القارة العجوز، وهو ما يؤكده التصريح الذي أدلى به المدرب البلجيكي لأحد القنوات البلجيكية والتي أكد من خلالها أنه ما زال يطمح للعمل لسنوات أخرى في أندية أوروبية قبل أن يفكر في العودة إلى تدريب المنتخبات. الطريقة التي غادر بها المدربون السابقون للخضر لم تعجبه وتبقى الطريقة التي غادر بها المدربون السابقون للخضر على غرار غوركوف وراييفاتنش مرجعا لكل اسم جديد يريد الأمساك بزمام العارضة الفنية للخضر وهو ما قد يكون قد حسب له المدرب السابق لنادي شالكه الألماني، ألف حساب بكل تأكيد، خاصة بعد بعد المهلة التي طلبها من روراوة والتي قد يكون قد درس فيها مسيرة البوسني حاليلوزيتش، والفرنسي غوركوف بالضافة إلى راييفاتش وطريقة مغادرتهم للمنتخب، فالبوسني رفض تجديد عقده رغم المطلب الشعبي والحكومي، أما مدرب ران الحالي فقد تعرض لضغوطات كبيرة من الشارع الرياضي الجزائري جعلته يستعجل المغادرة، في حين تبقى مغادرة الصربي هي الأكثر غموضا، رغم تسلمه لمهامه قبل ثلاثة أشهر فقط. العرض المالي لم يكن في مستوى طموحات المدرب البلجيكي ومن بين الأسباب التي قد تكون وراء رفض أفضل مدرب في بلجيكا لعرض الرجل القوي في الكرة الجزائرية، هو الشق المالي، فحديث قوي دار حول اشتراط المدرب لأجر يصل إلى 150 ألف أورو شهريا مع أجرة لمساعده تصل إلى 20 ألف أورو، وهي أجور بكل تأكيد من شأنها أن تثقل كاهل "الفاف". بعض المدربين البلجيكيين نصحوه بعدم المغامرة بالتدريب في الجزائر ومن بين الأسباب التي ساهمت في رفض المدرب البلجيكي مارك فيلموتس التعاقد مع الفاف لتدريب كتيبة المحاربين، نجد استشارته لمواطنيه الذين سبق لهم العمل بالجزائر والبطولة الوطنية ورسموا له نظرة سوداء فيما يتعلق بالكرة الجزائرية وظروفها، على غرار هوغو بروس المدرب الحالي للمنتخب الكاميروني، بالإضافة إلى جورج ليكنس الذي لم يدم مشوراه مع الخضر طويلا، والعجوز روبار واسايج الذي كانت تجربته أطول، وحملت نتائج كارثية جعلته يغادر الأفناك بطريقة أقل ما يقال عنها إن كانت من الباب الضيق. صعوبة التحكم في المجموعة خاصة بعد التصريحات التي أدلى بها فيغولي ولعل السبب الأخير الذي جعل المدرب البلجيكي يرفض عرض الفاف هي الطريقة التي غادر بها راييفاتش بيت الخضر التي أصبحت فيما بعد مادة دسمة لمختلف الصحف والقنوات الأجنبية، والتي تحدثت عن وجود تكتلات وغليان في غرف تغيير الملابس بين لاعبي المنتخب الوطني الجزائري، لتأتي تصريحات سفيان فيغولي لأحد المواقع الفرنسية والتي اعترف بضلوع بعض اللاعبين في إبعاد المدرب الصربي، وساهمت في اعتذار ويلموتس من روراوة، لأنه أدرك أنه في حال قبل بعرض تدريب محاربي الصحراء فسيمسك في يده قنبلة موقوتة.