أعلن الجيش العراقي مساء السبت أنه سيطر على مدينة الشورى جنوب الموصل. وأوضح الفريق الركن عبدالأمير يارالله، قائد عمليات "قادمون يا نينوي"، أنّ قوات الشرطة الاتحادية وعمليات نينوي تمكنت من استعادة ناحية الشورى بالكامل ورفع العلم العراقي على مبانيها ووصول القطعات على تقاطع حمام العليل على طريق "بغداد-الموصل"، واستعادة قرية البوحمد وعين ناصر في المحور الجنوبي الغربي. وفي المحور الجنوبي الشرقي استعادت قطعات الفرقة المدرعة التاسعة استعادة قرى كبيبة والمخلط والشروق والحميدية والجف شمال نهر الزاب الكبير. وتمت استعادة قرية الحقول بالقرب من تلكيف في المحور الشمالي، وفي المحور الشرقي تواصلت عمليات تطهير المباني للمناطق المستعادة وتأمينها لاستقبال عودة الأهالي من قبل قوات جهاز مكافحة الإرهاب. ولفت يار الله إلى أن اشتباكات على نطاق محدود ما زالت تدور في محيط المدينة، وأن قواته تركّز حاليًا على إزالة عشرات الألغام التي زرعها مسلحو داعش والبحث عنهم. وفي السياق، حذّر الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، قوات الحشد الشعبي الشيعية من مهاجمة التركمان بلدة تلعفر العراقية القريبة من مدينة الموصل معقل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). وقال إردوغان في تصريحات صحفية أدلى بها، خلال حفل استقبال أُقيم في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، يوم السبت، بمناسبة الذكرى ال 93 لإعلان الجمهورية في تركي بأنقرة ليل السبت: "إنّ تلعفر وسنجار مناطق حساسة بالنسبة لتركيا إنه "إذا قام الحشد الشعبي بزرع الرّعب هناك، فسيكون ردّنا مختلفا"، من دون أن يحدد الخطوة التي سيتخذها. وتقع مدينة تلعفر التي يعيش فيها عدد كبير من التركمان على محور حيوي لتنظيم "داعش" يربط الرقة معقله في سورية بمعقله في العراق مدينة الموصل التي تشن القوات العراقية عملية عسكرية لاستعادتها. والمحور الغربي حيث تقع بلدة تلعفر هي الجهة الوحيدة التي لم تصل إليها القوات العراقية التي تتقدم بثبات من الشمال والشرق والجنوب باتجاه مدينة الموصل. ويأتي ذلك بعد أن أعلنت ميليشيات الحشد الشعبي عن إطلاق عملية عسكرية في المحور الغربي للموصل هدفها السيطرة على تلعفر وقطع طريق الإمداد عن تنظيم الدولة الإسلامية بين الموصل والرقة السورية. إلى ذلك كشفت صحيفة الحياة اللندنية عن تهديد إيراني بالتدخل العسكري المباشر وتحويل القيارة جنوب الموصل إلى قاعدة عسكرية، في حال أصرت تركيا على إبقاء بعشيقة قاعدة دائمة لها. وتضم قوات الحشد الشعبي متطوعين وفصائل شيعية تتلقى دعما من إيران، ولعبت دورا كبيرا في استعادة السيطرة على مدن ومناطق واسعة من "داعش". وبدأت قوات الحشد الشعبي العراقية السبت عملية عسكرية في غرب مدينة الموصل، بهدف قطع طريق الإمداد ل"داعش" بين معقليه في الموصل الرقة، بحسب ما صرح متحدث باسم هذه القوات لوكالة الصحافة الفرنسية. وقالت الأناضول "إن تصريحات الرئيس التركي، تأتي وسط مخاوف من ارتكاب الحشد الشعبي "تجاوزات" بحق المدنيين من التركمان، ممن لم يتمكنوا من مغادرة المدينة بسبب منع التنظيم خروج الأهالي، الأمر الذي ربما سيؤدي إلى اندلاع صراع طائفي جديد ". وأضاف أردوغان "لدينا بالفعل حاليًا وجود في مدينة دهوك شمالي العراق، وقواتنا متمركزة الآن في سيلوبي (قضاء بولاية شرناق جنوب شرقي تركيا)، كما أننا بصدد إرسال تعزيز إلى تلك المنطقة". وتابع "تلعفر (تابعة لمحافظة نينوى شمالي العراق) وسنجار مناطق حساسة بالنسبة لنا، ونواصل في هذه الأثناء التنسيق في هذا الصدد مع حرس نينوى (الحشد الوطني سابقاً) والبيشمركة قوات إقليم شمال العراق المسلحة. وأكد إردوغان أن المعلومات المتوافرة لديه لا تسمح بأن يؤكد أن قوات الحشد الشعبي متوجهة إلى تلعفر. لكنه قال "على كل حال نحن لن ننظر بايجابية" إلى هجوم للحشد الشعبي على تلعفر. وكان رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفيّاض صرح السبت: "قد نضطر لدخول مناطق سورية لملاحقة داعش بعد تحرير الموصل ". وقال الفيّاض في ندوة عقدت في محافظة النجف بشأن التحديات الأمنية بعد تحرير مدينة الموصل، أن الساحة السورية متداخلة بالساحة العراقية، لافتاً إلى انه قد نضطر إلى الدخول في المناطق السورية لردع داعش بعد تحرير مدينة الموصل من قبضة التنظيم المتشدد. يذكر أنّ قوات الحشد الشعبي الشيعية واجهت في السابق اتهامات بارتكاب فظائع عندما دخلت مدنا عراقية تسكنها مجموعات سنية. وقال وزير الخارجية التركي، مولود تشاوش أوغلو، يوم الخميس الماضي، إن "تقدم الحشد الشعبي نحو مدينة تلعفر في شمال العراق قد يشكل تهديدا لتركيا والمجموعات التركمانية في العراق، ما سيجبر تركيا على اتخاذ التدابير المناسبة". وفي ذات الشأن، طالب السيناتور الأمريكي جون مكين السلطات التركية إيقاف عملياتها العسكرية ضد الكورد في سوريا، محذرا من أن الهجمات التركية ستتسبب في انعدام الاستقرار في المنطقة. وكتب السيناتور الجمهوري على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" أن واشنطنوأنقرة تيربطهما علاقات واتفاقيات في المجالات كافة، إلا أن الخطوات التركية الأخيرة تشكل خطرا عليها وتلحق الضرر بعلاقاتها مع الولاياتالمتحدة. وأوضح مكين أن الكورد يحاربون "داعش" ويواجهون هذه المجموعة الإرهابية وأثبتوا في الوقت نفسه أن هناك تعاونا جيدا بين أمريكا وحزب الاتحاد الديمقراطي، وهو ما يصب في مصلحة أمريكا والمنطقة جميعها بما فيها تركيا.