سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
المشروع الفرنسي مع مجموعة الساحل الخمس يشوش على مجهودات الجزائر ودول الميدان حضور وزير الدفاع لودريان وقوة "برخان"، اجتماع نواكشوط يبشر بتحضيرات لإنشاء قوة تدخل
استنفرت فرنسا قادة أركان الدول الخمس الأعضاء في مجموعة الساحل، بنواكشوط، منذ أمس، لتدارس الوضعية العسكرية والأمنية في المنطقة المهددة من طرف الإرهاب، وهو اجتماع يأتي بعد أيام قليلة من انعقاد اجتماع لدول الميدان بمالي. ووسع هذا الاجتماع للدول الأعضاء وهي موريتانياوبوركينافاسوومالي والتشاد والنيجر، لأول مرة، لوفدين أحدهما من قيادة الأركان الفرنسية، والثاني من قيادة قوة ”برخان” الفرنسية التي تضم 3500 عنصر، والتي تنتشر وحداتها في بوركينافاسووماليوموريتانيا والنيجر وتشاد، وأكد مصدر فرنسي حضر الاجتماع لوسائل إعلام فرنسية، أن ”قادة أركان مجموعة الخمس وشركاءهم الفرنسيين يتدارسون طرق تفعيل آليات التعاون القائم بين دول المجموعة وشركائها في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، وتكييف عمل المجموعة مع متطلبات المرحلة والتطورات المتلاحقة في هذا المجال”. وأبرز مراقبون أن الحضور الفرنسي في اجتماع قادة أركان دول مجموعة الساحل الخمس، جاء استجابة لرغبة فرنسية، حيث تواجه القوات الفرنسية المرابطة في مالي اعتداءات إرهابية آخرها ما حدث في أفريل الماضي، والإعلان عن مقتل ثلاثة من الجنود الفرنسيين في قوة ”برخان” خلال انفجار لغم بآليتهم المدرعة في مالي. لكن ليس من قبيل الصدفة انعقاد اجتماع بهذا الحجم بعد أيام من لقاء اللجنة العسكرية لدول الميدان بباماكو، التي تضم إلى جانب الجزائر، مالي والنيجر وموريتانيا، وكلها دول ماعدا الجزائر، تنتمي لحلف دول الساحل الخمس الذي تقوده فرنسا، فخلال إجتماع باماكو، بتاريخ 28 أكتوبر الماضي، قام المسؤولون العسكريون لهاته البلدان الأربع بدراسة وتقييم الحالة الأمنية في منطقة الساحل، وتبادل التحاليل والدروس المستخلصة في مجال مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للحدود، منذ الإجتماع الأخير لمجلس رؤساء الأركان المنعقد في 5 ماي 2016 بباماكو، كما كان الاجتماع مناسبة لتسليم رئاسة هذا المجلس بين ماليوموريتانيا. وتكمن أوجه الخلاف الجوهرية بين عمل دول الميدان ودول الساحل الخمس، في انخراط هاته الأخيرة في مشروع فرنسي يقضي بإنشاء قوة التدخل السريع في منطقة الساحل رفضت الجزائر أن تكون طرفا فيها بسبب عقيدة الجيش بعدم التدخل عسكريا خارج الحدود. وتستدرج باريس أيضا مجموعة دول الساحل الخمس، بتقديم معدات وإعانات عسكرية بدعوى مكافحة الإرهاب، وقد دعا الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، في ختام زيارته الأخيرة لبوركينافاسو، إلى إرساء ”تعاون نموذجي” على الصعيد الأمني مع دول الساحل الخمس، وقال أنه ”يجب أن نقيم مع بلدان مجموعة دول الساحل الخمس، تعاونا نموذجيا على الصعيد الأمني، وتبادل المعلومات والتنسيق الاستخباري”، وذكر أن قوة ”برخان” الفرنسية موضوعة تحت تصرف البلدان التي تقدم طلبا للحصول على مساعدتها، وأضاف أنه ”على البلدان أن تدرك جيدا أن عليها تنظيم أمنها بقواها الذاتية”.