يشتكي الفلاحون المختصين في إنتاج الحوامض على مستوى بلدية مسرغين بوهران، والتي كانت تشتهر عالميا بمنتوج ”الكليمونتين” وأنواع البرتقال والتي لها تاريخ كبير في إنتاجها بالمنطقة، بعدما ظلت لسنوات تغرق الأسواق المحلية والأوروبية بالمادة لما تمتاز به من جودة في إنتاج إلى جانب بلدية بوتليليس وكانت طاقتها الإنتاجية للمادة تقدر ب253 هكتار من الحوامض. إلا أن الفلاحين المنتجين للحوامض اليوم بهذه المنطقة أصبحوا يعانون الأمرين في ظل غياب الإرشاد الفلاحي، ومن عدم تقرب المرشدين والتقنين من معهد النباتات من مزارعهم، وهو ما كان وراء إتلاف العشرات من الأشجار المثمرة المختصة في إنتاج البرتقال، ذلك ما صرح به رئيس الجمعية الولائية لإنتاج الحوامض حاج حدو محمد، داعيا المصالح المختصة من الجهات البنكية بضرورة مرافقة الفلاحين من أجل إعادة إحياء تاريخ ”الكليمونتين” بذات البلدية ورفع إنتاج البرتقال، الذي أصبح في يتراجع مند سنوات أمام غزو البيطون وهجرة اليد العاملة للمستثمرات الفلاحين بالإضافة إلى غياب الدعم والرعاية من قبل مصالح الفلاحة، بالرغم من أن قطاع الفلاحة تراهن عليه الحكومة للنهوض بالاقتصاد الوطني ويحظى بأولوية كبيرة من جهاز الحكومة إلا أن القائمين على القطاع يقول محدثنا غير مبالين بمعانات الفلاحين ومنتجي الحوامض ولا يقدمون لهم الدعم المطلوب خاصة فيما يخص السقي الفلاحي الذي يبقي غائب تماما مع نقص المغياثية وهو ما زاد الوضع تأزما،في ظل نقص المياه العذبة التي يتطلبها إنتاج الحوامض. في ذات السياق أرجع رئيس غرفة الفلاحة بالولاية براشمي مفتاح الحاج، أمس، تراجع إنتاج الحوامض بالمنطقة والتي تمتاز بمذاقها الحلو إلى 115 هكتار فقط إلى تخلي الفلاحين على إنتاجها بعدما كانت ولاية وهران خلال سنوات خلت مشهورة بالبرتقال وكانت تسوق في أوروبا وذلك بسبب غياب مياه السقي التي تنعدم ما جعلت الفلاحين في ورطة خاصة أن طبيعة المناخ بالولاية على غرار باقي ولايات الغرب تتميز بالجفاف وتنتظر بما تجود به السماء في غياب عمليات حفر الآبار التي تتطلب دعم مالي كبير لحفرها وكذلك غياب سدود مخصصة للسقي الفلاحي، بالرغم من أن الحكومة تولي اهتمام كبير للقطاع الفلاحي وهو كما قال محدثنا أن الوضع بات يتطلب فتح الباب أمام الشراكة للخواص من اصحاب المال للاستثمار في القطاع بأموالهم ولتحقيق النهضة في قطاع الفلاحة وتطويره،خاصة أن البنك الفلاحي يرفض تقديم القروض للفلاحين،في ظل الإجراءات البيروقراطية. في ذات الشأن قال براشمي أنه في غياب التمويل الفلاحين من قبل البنك الفلاحي لا يمكن الذهاب بعيدا بالقطاع الفلاحي لأن القوانين موجودة والتعليمات موجودة والفلاحين موجودون لكن عراقيل بيروقراطية تمنع ذلك والدعم يبقى غائب ونحن نتكلم بصراحة مع الفلاحين ونعلمهم بالوضع، إلا أن الفلاحين أصبحوا يفقدون الثقة في الدولة لأن الفلاحة اليوم وخدمة الأرض تتطلب وسائل وإمكانيات للنهوض بها ولمعالجة الإنتاج ومرافقته بالأسمدة والمياه وآلات الحرث وغيرها وفي حالة انعدام كل الضروريات والتسهيلات سنبقى في أماكننا، ولا يمكن تحقيق تطلعات الحكومة في ترقية وتطوير القطاع الفلاحي.