أكد نائب رئيس نيجيريا ييمي أوسينباجو، حفاظ بلاده على المشاريع المشتركة مع الجزائر خلال محادثات أجراها مع الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، وهو ما يعتبر بمثابة رد على المغرب التي سارعت بالموازاة مع زيارته إلى عقد اجتماع حول مشروع إنشاء أنبوب غاز مشترك. قال أمس أوسينباجو، في تصريح للصحفيين بالعاصمة، إن ”الجزائرونيجيريا تربطهما علاقات تاريخية قوية تعززت من خلال عقد مجموعة اتفاقات في إطار اللجنة الثنائية العليا الجزائرية النيجيرية”. وأشار المسؤول النيجيري إلى المشاريع المشتركة التي تربط البلدين ”خاصة الطريق العابر للصحراء بين الجزائر ولاغوس وأنبوب نقل الغاز العابر للصحراء الرابط بين نيجيريا وأوروبا عبر الجزائر والربط عبر الألياف البصرية بين الجزائر وأبوجا”. ويأتي تأكيد المسؤول النيجيري على أنبوب الغاز العابر للصحراء المعروف ب(نيغال) الذي اتفقت الجزائرونيجيريا على إنجازه والذي لم ير النور بعد بسبب تكلفته الكبيرة حيث قدرت في 2009 بنحو 12 مليار دولار. وفي خطوة تعكس سباق الرباط المحموم لتجسيد المشروع والتشويش على العلاقات الاقتصادية بين الجزائرونيجيريا عقد - بالموازاة - ملك المغرب محمد السادس، أول أمس الثلاثاء في الدار البيضاء، جلسة عمل خصصت لمشروع خط أنابيب الغاز. وقال الديوان الملكي إن مشروع خط الأنابيب تقرر في لقاء جمع بين ملك المغرب والرئيس النيجيري محمد بوخاري، على هامش مؤتمر المناخ في نوفمبر الثاني الماضي، ووضعت اللمسات الأخيرة عليه في العاصمة النيجيرية قبل أيام. وقد شارك في الجلسة رئيس الحكومة المغربية عبد الإله بنكيران، وعدد من الوزراء، وشارك من الجانب النيجري أحمد أبو بكر الرفاعي مستشار الرئيس النيجيري، وعدد من كبار المسؤولين في الشركة الوطنية النيجيرية للنفط. غير أن استكمال مسار خط أنابيب الغاز سيواجه بعض الصعاب، ومنها إقناع المغرب جارته الجنوبية موريتانيا بالسماح بعبور الخط عبر أراضيها، وذلك في ظل علاقات يشوبها التوتر بين الرباط ونواكشوط، كما أنه من المفترض أن يمر الخط عبر أراض تمس بالصحراء الغربية. وكانت الجزائر اقترحت في مارس 2015 على الاتحاد الأوروبي التفكير في بعث مشروع ضخم له هدف استراتيجي هو (تي أس جيبي) مع الاتحاد الإفريقي والذي سيسمح بإيصال المحروقات إليها من نيجيريا عبر الجزائر. وسبق للجزائر أن وقعت مع نيجيريا في 2009 على اتفاقية بشأن تمويل مشروع الأنبوب المشترك لنقل الغاز إلى أوروبا بكلفة 12 مليار دولار. وسيبلغ طول الأنبوب (4400 كلم)، على أن تمول حصة شركة النفط سوناطراك من المشروع البنوك العمومية، بينما ستمول حصص الشركات الأخرى التي ستشارك في إنجاز المشروع بنوك بلدانها الأصلية نيجيريا والنيجر. من ناحية أخرى، قال أوسينباجو إن المباحثات التي أجراها مع المسؤولين الجزائريين تناولت أيضا ”المجال السياسي ومكافحة الإرهاب”. وقال إن ”الرئيس بوتفليقة أعرب عن دعمه لنيجيريا في مكافحتها للإرهاب والتطرف”.