سارع رئيس نيجيريا إلى إيفاد ذراعه اليمنى إلى الجزائر لنفي المزاعم المغربية التي تحدثت خلال زيارة الملك محمد السادس عن تراجع مواقفها السياسية بخصوص القضايا المشتركة. وشرع أمس نائب رئيس نيجيريا ييمي أوسينباجو بزيارة عمل رسمية تدوم يومين إلى الجزائر في إطار تعزيز علاقات الصداقة والأخوة، حسب بيان لمصالح الوزير الأول. وأوضح نفس المصدر أنه ”في إطار تعزيز علاقات الصداقة والأخوة يجري ييمي أوسينباجو نائب رئيس جمهورية نيجيريا الفيديرالية يومي 13 و14 ديسمبر 2016 زيارة رسمية بالجزائر”. وأضاف البيان أن ”هذه الزيارة ستسمح للطرفين بتقييم التعاون الثنائي وتحديد طرق وسبل تعميقه” و”إنها ستشكل فرصة لاستعراض المسائل الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك”. وتأتي زيارة نائب الرئيس النيجيري بعد أيام من جولة الملك المغربي محمد السادس إلى نيجيريا، حيث سعت الدوائر الرسمية في الرباط التسويق لخطاب مفاده تراجع أبوجا عن مواقفها المتعلقة بخصوص الصحراء الغربية لعلمها انها من أكثر الدول دعما لجبهة البوليزاريو، وهو ما تنفيه نيجيريا، كما تقرن المصادر ذاتها بين الزيارة والاتفاقيات الاقتصادية الموقعة بين الجانبين وعلى رأسها أنبوب الغاز نيجيريا-المغرب، حيث ”أبرزا المزايا الاقتصادية التي سيدرها هذا المشروع خاصة بالنسبة للبلدان التي سيعبرها خط أنابيب الغاز”. وقد انتهزت الرباط تعطل مشروع أنبوب الغاز النيجيري الجزائري عبر مالي والنيجر للتشويش والوقيعة بين البلدين. كما يقوم المغرب منذ سنوات بهجوم دبلوماسي لكسب الدعم الضروري لعودته للاتحاد الإفريقي، حيث قام الملك محمد السادس في الشهور الأخيرة بزيارات في إفريقيا لكل من رواندا، تانزانيا، الغابون، السينغال، إثيوبيا، مدغشقر ونيجيريا، ضمن المعركة الدبلوماسية التي يريد من ورائها تحقيق عودة سريعة للمغرب إلى الاتحاد الإفريقي واختراق دول تعتبر مواقع نفوذ للجزائر. وتعد الزيارة المفاجئة للمسؤول النيجيري رسالة مشفرة إلى المخزن، فهي لن تخل بالتزاماتها مع الجزائر حتى وإن كللت زيارة محمد السادس بالتوقيع على عدة اتفاقيات بين البلدين في مجالات الفلاحة، النقل، الموانئ، الطاقة، المالية، التأمينات، الثقافة والسياحة.