أبرز منسق المخطط الوطني الخماسي لمكافحة السرطان، البروفيسور مسعود زيتوني، أهمية نوعية تكوين المختصين في الفيزياء الطبية، معتبرا هذا الهدف أساسي ينبغي أن تسعى إليه المؤسسات الجامعية والصحية، في الوقت الذي لاتزال المستشفيات الجزائرية تعاني من نقص 140 مختصا يغطون العجز في هذا المجال. أوضح البروفيسور زيتوني، خلال لقاء نظم بجامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف” لوهران حول موضوع ”الفيزياء الطبية لفائدة مكافحة السرطان” يندرج في إطار إحياء اليوم العالمي للفيزياء الطبية كتخصص يرتبط أساسا بالتحكم في تجهيزات التصوير الطبي والعلاج بالأشعة، أن الاحتياجات للكفاءات على المستوى الوطني تقدر ب 140 مختص في الفيزياء الطبية، منوها أن مهام هؤلاء المختصين لا تقتصر على العلاج بالأشعة فحسب بل تخص أيضا الطب النووي والتشخيص عن طريق الأشعة وكذا الوقاية من الأشعة. كما ألح البروفيسور زيتوني على ضرورة إيلاء أهمية أكبر لنوعية التكوين، قائلا في السياق ذاته:”إذا أردنا تحسين الأمور فإن ذلك يتطلب تأهيل الموارد البشرية”، وذكر أيضا أنه تم اعتماد عدة توصيات في المخطط الوطني لمكافحة السرطان، على غرار تلك التي تخص ”تنظيم جلسات أو مؤتمر وطني حول تحسين التكوين والتأهيل في مهن العلاج بالأشعة والطب النووي”. وبعدما أكد على المجهودات المبذولة من طرف الدولة لإنجاز وتجهيز عدة مؤسسات متخصصة مثل مراكز مكافحة السرطان، اعتبر البروفيسور زيتوني أنه حان الأوان لتكييف نوعية وخبرة مهنيي الصحة مع بيئتهم، مشيرا إلى أن الهدف النهائي للمخطط الوطني لمكافحة السرطان لا يكمن فقط في توفر آلات جديدة ومتطورة بل علاج ناجع وفعال للمرضى بشكل أحسن. وقد حضر حوالي 200 مشارك من مختصين في الفيزياء والعلاج بالأشعة في هذا اللقاء الذي افتتحته رئيسة جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف لوهران نصيرة بن ، بحضور مسؤولين من مختلف المؤسسات الاستشفائية. ويعد التصوير بالرنين المغناطيسي والعلاج بالأشعة وقياس جرعات الإشعاع لعلاج الأورام من بين المحاور الرئيسية التي تطرق إليها بالمناسبة أخصائيون من الوطن وبعض المدعويين الأجانب. وللتذكير فقد أنشأت جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف لوهران، منذ سنة 2007، مسارا لتكوين معتمد في الفيزياء الطبية بمستوى ماستر كثمرة تعاون مع مصلحة العلاج بالأشعة للمركز الاستشفائي الجامعي لوهران ومركز مكافحة السرطان الأمير عبد القادر لوهران، الذي شارك في تنظيم هذا اللقاء.