أوعز العاهل المغربي محمد السادس عبر مستشاريه لرئيس الحكومة عبد الإله بنكيران بتشكيل الحكومة الجديدة على وجه السرعة. وذكرت وكالة الأنباء المغربية أمس أنه بتعليمات من الملك عقد مستشارا محمد السادس، عبد اللطيف المنوني وعمر القباج، اليوم، لقاء مع رئيس الحكومة المعين عبد الإله ابن كيران، وأبلغاه بحرص الملك محمد السادس على أن يتم تشكيل الحكومة الجديدة في أقرب الآجال. وأبلغ مستشارا العاهل المغربي، بنكيران، خلال لقاء جرى بمقر رئاسة الحكومة، أنّ محمد السادس وكافة المغاربة بانتظار الحكومة الجديدة. وتجدر الإشارة إلى أن المغرب لازال من دون حكومة منذ أكثر من شهرين على تكليف رئيس حزب ”العدالة والتنمية” الإسلامي، عبد الإله بنكيران من قبل الملك محمد السادس بتشكيل حكومة جديدة، عقب تصدر حزبه الانتخابات البرلمانية، التي جرت في 7 من أكتوبر الماضي، وأطلق بنكيران بعد ذلك مشاورات مع الأحزاب السياسية لتشكيل الحكومة، لكنه لم يحقق الأغلبية النيابية التي تمكنه من تشكيلها حتى اللحظة. وأعلن بنكيران رفضه الاستجابة لشرط حزب الأحرار الاستغناء عن حزب الاستقلال للمشاركة في الحكومة وتأمين أغلبية برلمانية، قائلا: ”أنا الذي أشكل الحكومة وليس غيري”. ويمتلك حزب ”الاستقلال” مقاعد في البرلمان أكثر من حزب ”الأحرار”، حيث حل الأول ثالثا بحصوله على 46 مقعدا، في حين جاء الأخير في المرتبة الرابعة بحصوله على 37 مقعدا فقط، وهو ما يزيد من صعوبة التخلي عن حزب ”الاستقلال”. لكن الزعيم الجديد لحزب الأحرار عزيز أخنوش هو من أكبر رجال الأعمال في المغرب، ويتمتع بنفوذ واسع، ويوصف بأنه مقرب من دوائر السلطة. ونقلت وسائل إعلام مغربية في وقت سابق، رفض بنكيران دعوات طالبت بتحكيم الملك لتجاوز المأزق السياسي الحالي، وقال إن الملك حكم بين المؤسسات وليس الأحزاب، وإنه ”لن يقحم الملك في أمر بين الأحزاب، بل يجب أن تتحمل الأحزاب مسؤوليتها”. وتسير البلاد بحكومة تصريف أعمال تستمد قوتها من سلطة ونفوذ الملك، الذي يبقى المسير الأول للشأن العام في المملكة.