رفعت دوائر سياسية وإعلامية مغربية من مؤشرات التوتر في العلاقات الدبلوماسية بين نواكشوط والرباط، على خلفية زيارة سابقة قادت وفدا موريتانيا للجزائر، بل صدرت تصريحات غريبة عن رئيس حزب الاستقلال المغربي المدعو حميد شباط اعتبر فيها أن موريتانيا أراض مغربية، وزعم وجود مؤامرة جزائرية موريتانية تستهدف المخزن. وخرج شباط أمس، بتحامل جديد على الجزائروموريتانيا لا أساس له من الواقع حين سوق لوجود ”مؤامرة تقودها الجزائروموريتانيا لإنشاء خط فاصل بين المغرب وإفريقيا”، على حد زعمه. بل اعتبر شباط خلال حضوره اجتماعا للمجلس العام للاتحاد العام للشغالين بالمغرب، صباح أمس بالرباط، أن ”موريتانيا أراض تابعة للمغرب”. وجاءت تصريحات شباط بعد يومين من بث القناة الأولى الرسمية بالمغرب حلقة تلفزيونية جمعت محللين مغاربة ادعوا أن التحالف بين الجزائروموريتانيا هو تحالف بين عجز وضعف ”فالجزائر عاجزة وموريتانيا ضعيفة”. كما اتهم أحد المحللين موريتانيا بتصدير الإرهاب لمنطقة الساحل، مضيفا أن ”كل الإرهابيين بمنطقة الساحل الإفريقي قادمون بموريتانيا”، فيما تساءل آخر ”كيف يمكن أن يكون لموريتانيا دور وهي ”عاجزة عن بناء سقف لمطارها”. من جهته اعتبر أباب ولد بنيوك مسؤول الإعلام في حزب التحالف الوطني الديمقراطي بموريتانيا أن تصريحات شباط سفسطة كلامية لا معنى لها، مضيفا أن موريتانيا لم تكن يوما على مدى التاريخ جزءا من المغرب. ودعا ولد بنيوك متحدثا لوكالة الأخبار الموريتانية الخاصة، الأحزاب المغربية إلى الاهتمام بقضايا المواطن المغربي، بدل التركيز على الإساءة للجيران. كما وصف النائب الأول لرئيس مجلس النواب الموريتاني الخليل ولد الطيب، تصريحات شباط بشأن ”مغربية موريتانيا” بأنها ”تافهة لا تستحق الرد، وصاحبها مصاب بالخرف”. وتأتي هذه التصريحات الجديدة في ظل أزمة دبلوماسية صامتة منذ سنوات بين موريتانيا والمغرب لكنها تأتي بعد التقارب الجزائري الموريتاني الأخير الذي كلل بالاتفاق على إعادة فتح معبر حدودي بين البلدين. وبالموازاة هاجم مسؤول مغربي أمني الجزائر حيث اعتبر الخيام مدير المكتب المركزي للأبحاث القضائية المغربية التعاون مع بلدان المغرب العربي بأنه ”ضعيف”، إن لم يكن ”منعدما”. وزعم أن ”الجزائر ترفض التعاون معنا، مع أن المخاطر التي تهدد المنطقة، هي عابرة للحدود، وهو ما يستلزم التعاون. وفي نظري فإنه ينبغي بذل مجهود على الصعيد العربي وليس فقط المغاربي”.