أدانت الكونفدرالية العامة المستقلة للعمال في الجزائر وبشدة الضغط المنتهج قضائيا ضد رئيس النقابة الوطنية المستقلة لعمال الكهرباء والغاز ملال رؤوف والذي أدانته محكمة الجنح بڤالمة بستة أشهر حبسا نافذا بعدما قام بالتبليغ عن الفساد وتضخيم فواتير أكثر من ثمانية مليون مستهلك للكهرباء والغاز. وحسب بيان الكونفدرالية الذي تحوز ”الفجر” على نسخة منه فإنه وبالرغم من أن سلطة ضبط الكهرباء والغاز أكدت عملية تضخيم الفواتير عن طريق تصحيحها إلا أنه تمت متابعة ملال رؤوف جزائيا من طرف مديرية التوزيع ڤلمة بتهمة إفشاء أسرار مهنية بعد تبليغه عن الفساد وتصحيحيه للفواتير، في الوقت الذي يبقى المتسبب في القضية بعيدا كل البعد عن المراقبة والمحاسبة. وهي القضية التي ذهب فيها رئيس النقابة ملال عبد الرؤوف ضحية لعمليات نهب أموال الدولة والشعب، بعد أن أراد في كل مرة كشف النقاب عن فضائج مجمع سونلغاز الذي ينخره الفساد وغلق الطريق أمام النقابة المستقلة لتصحيح والدفاع عن وسائل العمل الضرورية للعمال والذي يبقى مهمة من مهام النقابات المستقلة. هذا وأكدت ذات الهيئة أن إدانة ملال رؤوف ب6 أشهر نافذة هي خرق للدستور والقوانين الوطنية والدولية التي تضمن ممارسة الحق النقابي وهي دليل ثابت على أن السلطات العمومية قد فقدت صوابها ومستعدة إلى اتخاذ أي وسيلة من أجل التأثير على العدالة واستعمالها ضد النقابيين المستقلين والمناضلين. وأكدت الكونفدرالية أن إدانة ملال جاء في الوقت الذي يعرف فيه المجتمع حالة غليان ضد الإجراءات الااجتماعية المتخذة من طرف السلطات العمومية، وعليه فإن المجتمع المدني ينادي بإرادة قوية على تغيير الممارسات اللاديمقراطية التي تنتهجها السلطات العمومية وتناشد من أجل فتح حوار اجتماعي لبناء بديل سياسي. وفي لهجة شديدة أكدت الكونفدرالية العامة المستقلة للعمال في الجزائر أنها تدين كل أشكال العنف والتضييق ضد المناضلين والنقابيين وستكون بالمرصاد ضد هذه الممارسات، كما تنادي السلطات العمومية بالتوقف الفوري عن تهديد النقابيين المستقلين بالسجن ومصرة على تحصيل الحقوق من أجل كرامة إنسانية مهما كانت التضحيات.