قرر رئيس حزب طلائع الحريات، علي بن فليس، مقاطعة الانتخابات التشريعية المقبلة، مؤكدا أن حزبه قيادة وقاعدة مقتنعين قناعة مطلقة بأن الغش السياسي والتزوير الانتخابي سيفرضان نفسيهما لتوجيه نتائج الانتخابات نحو الأهداف السياسية التي سطرها النظام السياسي القائم لصالحه. أوضح علي بن فليس، أمس، خلال أشغال الدورة الثالثة للجنة المركزية بتعاضدية العمال بزرالدة، أن قرار عدم المشاركة في التشريعيات جاء بعد استشارة قواعد الحزب وإجماعهم على مقاطعة هذا الموعد والذي جاء ليدعم كل التحليلات التي أيدت فكرة عدم المشاركة في عديد المناسبات، مضيفا إننا مقدمون على انتخابات مغشوشة ستبقى معضلة شرعية المؤسسات مطروحة غداة إجرائها كما ستبقى أزمة المنظومة السياسية الوطنية بدون تكفل ومعالجة في ظرف الانسداد السياسي الحالي، متسائلا: هل تأتي هذه الانتخابات في إطار علاج الانسداد السياسي، والأزمة الاقتصادية وتنامي التوترات الاجتماعية أم هي مجرد تمويه لإخفائها وتحويل الاهتمام الأولي الذي يجب أن يولى لها في اتجاه آخر؟ وهل هذه الانتخابات هي فعلا أداة التغيير والتجديد اللذان يطمح إليهما شعبنا أم هي نفس مصدر استمداد الجمود الرهيب والركود الهدام اللذان ابتلي بهما بلدنا شر البلية؟. وأفاد بن فليس أن هدفنا الأول والأساسي هو السعي لإبعاد بلدنا عن الانسداد السياسي الشامل الذي يتخبط فيه والمساهمة في الدفع به للسير في طريق العصرنة السياسية والتجديد الاقتصادي والإصلاحات الاجتماعية. وفي نفس السياق، حمل رئيس طلائع الحريات السلطة السياسية المسؤولية المباشرة في الإخفاق الاقتصادي الكامل الذي نشاهده اليوم بزرع القلق وفقدان الأمل في مجتمعنا من خلال نظام أدى تقديسه للجمود والركود إلى توجيه ضربات تزداد قسوة للطموحات الشرعية لشعبنا وللأمل الذي من حق بلدنا أن يحذوه. وأكد أن نظامنا السياسي لا هدف له سوى ديمومته ولا يمكنه أن يكون حاملا لمشروع وطني يحقق التفاف كل الجزائريات وكل الجزائريين حوله ويضمن نصرتهم اللامحدودة واللامشروطة له، قائلا أنه ”اختصر اهتماماته في عدد الأيام، واقتصرت طموحاته على ربح الوقت، لا يستطيع النظر بعيدا، ولا أن يكون صاحب طموحات معبئة وجامعة وهادفة”. وفي ذات السياق، اعتبر بن فليس، أن الانسداد السياسي الشامل الذي يواجه بلدنا يظهر في طريقة مواجهة الأزمة الاقتصادية الراهنة التي تبقى بعيدة المنال بالنسبة للنظام السياسي القائم، مذكرا أنها منيت بفشل ذريع في ظل الخطوات المرتجلة والوصفات السطحية والمبادرات الزهيدة التي اكتفى النظام السياسي بها، معتبرا أنها غير كافية لمواجهة أزمة اقتصادية لم تحسب لها حساباتها الدقيقة ولم تقدر خطورتها حق تقديرها ولم يحسن تحديد طبيعتها وحجمها. ورسم رئيس طلائع الحريات صورة سوداوية عن الوضع الذي تعيشه الجزائر، قائلا ”أنه توفر للنظام السياسي القائم حوالي 1000 مليار دولار لكنه لم يتمكن من بناء اقتصاد سليم نشط ومنتج”، مؤكدا أن المصادر المالية لصندوق ضبط المداخيل قد نضبت. جدير بالذكر أن حزب طلائع الحريات سيكون ثاني حزب معتمد بعد حزب جيل جديد، لرئيسه جيلالي سفيان، يعلن مقاطعة الانتخابات التشريعية القادمة، في وقت أعلنت أحزاب المعارضة المنضوية تحت لواء هيئة التشاور والمتابعة المشاركة في الاستحقاق الانتخابي المقرر الربيع الداخل.