دعت السلطة الفلسطينية، المجتمع الدولي إلى أن يكون حازما في التزامه بالقانون وبقرارته، واتحاذ ما يلزم من تدابير لإنقاذ ما تبقى من حل الدولتين وتحقيق السلام ”قبل فوات الأوان”. وشدد المراقب الدائم لدولة فلسطين لدى الأممالمتحدة السفير رياض منصور في ثلاث رسائل متطابقة بعثها إلى أنطونيو غوتيريس، الأمين العام للأمم المتحدة، ورئيس مجلس الأمن (مملكة السويد)، ورئيس الجمعية العامة للأمم المتحدة، على ضرورة عدم السماح للسلطة القائمة بالاحتلال، والتي هي عضو كامل العضوية في الأممالمتحدة، أن تتحدي إرادة المجتمع الدولي، وتحديدا مجلس الأمن من دون عواقب. وأدانت هذه الرسائل استمرار تل أبيب في بناء وتوسيع المستوطنات غير القانونية في دولة فلسطينالمحتلة، بما فيها القدس الشرقية، والاستيلاء على الأراضي الفلسطينية، معتبرة أن إسرائيل، السلطة القائمة بالاحتلال، تريد بذلك توجيه رسالة واضحة على أنها ماضية في تحدى إرادة المجتمع الدولي بغطرسة وبقوة وانتهاكاتها للقانون الدولي، بما في ذلك القانون الإنساني الدولي والقانون الدولي لحقوق الإنسان، وكذلك القانون الجنائي الدولي كما ورد في نظام روما الأساسي للمحكمة الجنائية الدولية، وكذلك تحدي قرارات الأممالمتحدة، بما في ذلك قرار مجلس الأمن الأخير 2334. كما أشارت الرسائل الثلاث إلى أن هذه الوحدات الاستيطانية الإضافية ستؤوي بصورة غير شرعية الآلاف من المستوطنين المتطرفين وغير الشرعيين الذين يمارسون العنف ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم على مرأى وحماية قوات الاحتلال الإسرائيلي مع الإفلات التام من العقاب، مشددة على أن ذلك سيؤدي إلى تغيير التركيبة الديمغرافية وطابع القدس الشرقية المحتلة. وحذرت هذه الرسائل من أن إسرائيل ستواصل التصرف كدولة فوق القانون ما لم يوجه المجتمع الدولي، بما في ذلك مجلس الأمن، رسالة واضحة لها بأنه لن يتوانى عن اتخاذ الإجراءات اللازمة إزاء تدابيرها غير القانونية ومحاولاتها المتعمدة لدفن الحل القائم على دولتين. وفي السياق، أكد اتحاد مجالس الدول الأعضاء في منظمة التعاون الإسلامي، في ختام دورته ال12 في العاصمة المالية باماكو، أن قضية فلسطينوالقدس هي القضية المحورية الرئيسية التي تستوجب على الجميع التعاون فيما بينهم، والتنسيق في المحافل الدولية والاقليمية من أجل دعمها والدفاع عنها والانتصار لها، حتى تتحقق الحقوق المشروعة وغير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني المتمثلة في عودة اللاجئين، والتحرر من الاحتلال، وقيام الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس، واعتبر القدس عاصمة روحية للأمة الإسلامية، وخطا أحمر لا يمكن تجاوزه. ورفض ممثلو برلمانات الدول الإسلامية، في إعلان باماكو، نقل السفارة الأمريكية إلى مدينة القدسالمحتلة، باعتبارها غير شرعية ولاغية وتتعارض مع الوضع القانوني لمدينة القدس كجزء لا يتجزأ من الأراضي المحتلة. ورحب الإعلان بقرار مجلس الأمن رقم 2334، وأكد مساندة جهود فلسطين في الأممالمتحدة، كما رحب بالمؤتمر الدولي الذي عقد في باريس مؤخرا، موكدا دعم الجهود المبذولة من أجل إطلاق عملية سياسية ذات مصداقية، تفضي إلى انهاء الاحتلال لأراضي الدولة الفلسطينيةالمحتلة منذ عام 1967، رافضا ”يهودية الدولة”. ودعا إلى رفع الحصار المفروض على الشعب الفلسطيني، واطلاق سراح المعتقلين الإداريين والأسرى من سجون الاحتلال، ومحاكمة المسؤولين الإسرائيليين عن كافة الجرائم التي ارتكبوها بحق الفلسطينيين، من قتل واعتقال وهدم للبيوت وتجريف الأراضي وإقامة المستوطنات غير الشرعية وبناء جدار الفصل العنصري. وطلب الإعلان تفعيل عمل الصناديق التي تم اقامتها من أجل القدس لدعم صمودهم وتثبيتهم في مدينتهم المقدسة، كما طالب الدول الأعضاء بإقامة المشاريع التي تعزز دور المدينة ومؤسساتها المقدسية. كما طالب الإعلان الختامي، الدول والبرلمانات التي لم تعترف بدولة فلسطين، بالاعتراف بها.