أعلنت الشرطة الكندية، يوم أمس، أنها وجهت 11 اتهاما للطالب الفرنسي الكندي أليكسندر بيسونيت (27 عاما)، أطلق النار على المصلين داخل مسجد كيبيك، ما أسفر عن مقتل ستة أشخاص وإصابة خمسة آخرين بجروح خطيرة. ووجهت الشرطة للطالب القاتل 6 اتهامات بالقتل من الدرجة الأولى و5 تهم بمحاولة القتل. وقالت الشرطة إنه إضافة إلى تهمة قتل ستة أشخاص عمدا، وجهت إلى الموقوف تهمة الشروع بقتل خمسة أشخاص لا يزالون في المستشفى بحالة حرجة، وإصابة 12 شخصاً بإصابات طفيفة وغادروا المستشفى بعد تلقيهم العلاج اللازم، مشيرة إلى أن ”هناك مداهمات جارية ونأمل الحصول على الدليل” الكافي لتوجيه تهمتي ”الإرهاب” واستهداف الأمن القومي إلى القاتل. وقالت المتحدثة باسم شرطة الخيالة الملكية الكندية كميل هابيل، في مؤتمر صحفي، أمس، إن المتهم يدعى ألكسندر بيسونيت ويبلغ من العمر 27 عاما، وقد تم توجيه ست تهم بالقتل من الدرجة الأولى له وخمس تهم بالشروع في القتل، موضحة أنه تم اعتقال المتهم في أعقاب إطلاق النار فيما فر مسلح آخر بسيارته إلا أنه قام بتسليم نفسه للشرطة وتم التعامل معه كشاهد. وأكدت وزارة الدفاع الكندية في بيان لها اليوم أن المتهم كان طالبا في كلية حربية خلال الفترة من 2002 إلى 2004 في منطقة كيبيك، وكان طالبا بسلاح الجو، مشيرة إلى أن المتدربين في الجيش الكندي ليسوا أعضاء في القوات المسلحة الكندية. من جهتها، أكدت جامعة لافال القريبة من المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك الذي تعرض للهجوم، أن ”المشتبه به الذي اعتقل لصلته بالاعتداء الإرهابي الذي استهدف المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك” هو أحد طلابها ويدرس في كلية العلوم الاجتماعية. وتم توجيه الاتهام إلى الموقوف بعدما مثل مساء الاثنين أمام قاض مخفورا وقد ارتدى زيا أبيض. وأعلن الدرك الملكي الكندي أن حوالي 80 شرطيا لا يزالون في الميدان يتابعون التحقيقات. وكانت الشرطة أعلنت أن بيسيونيت نفسه اتصل بها بعد نصف ساعة من تنفيذه الهجوم لتسليم نفسه. وفي ذات السياق، نشرت الشرطة الكندية دوريات عند المساجد والمدارس في مناطق يقطن فيها مسلمون. ومن المقرر أن يمثل المتهم مجددا أمام المحكمة في 21 فبراير في جلسة يوجه خلالها المدعي العام التهم إليه رسميا. وكانت الشرطة أعلنت في بادئ الأمر أنها اعتقلت مشتبها به ثانيا مغربي الأصل، إلا أنها ما لبثت أن أكدت براءته من الهجوم. من جهة ثانية، أعلن المركز الثقافي الإسلامي في كيبك أن القتلى الستة هم جميعا كنديون مزدوجو الجنسية. وقال نائب رئيس المركز، محمد العبيدي، إن القتلى هم مغربي وجزائريان وتونسي وغينيان تتراوح أعمارهم بين 39 و60 عاما. وأفيد أنّ القاتل يعتنق أفكارا قومية، وأنّ تم غلق حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد الهجوم، وتشير إلى أنه يعتنق أفكارا قومية ويؤيد مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إذ أنه غالبا ما أعاد نشر هذه المواقف على حساباته. المئات يحاصرون السفارة الأمريكية بأوتاوا تنديدا بقرار ترامب كما تظاهر مئات الكنديين، يوم أمس، أمام القنصلية الأمريكية العامة في تورونتو تنديدا بقرار ترامب حظر دخول مواطني سبع دول إسلامية إلى الولاياتالمتحدة، مطالبين الحكومة الليبرالية الكندية برئاسة جاستين ترودو باتخاذ إجراءات إزاء الموقف الأمريكي. وعبر المتظاهرون أيضا عن تعاطفهم مع ضحايا مجزرة مسجد كيبيك التي راح ضحيتها ستة مسلمين وإصابة خمسة آخرين بإصابات خطيرة مساء الأحد الماضي. وفي العاصمة الكندية أوتاوا قام مئات من الكنديين بتشكيل سلسلة بشرية وحاصروا السفارة الأميركية وهم يهتفون ”لا للكراهية .. لا للخوف .. واللاجئون موضع ترحيب هنا في كندا ”. ومن جانبها، أصدرت السفارة الأمريكية في أوتاوا والقنصليات الأمريكية في كندا بيانا حثت فيه الأفراد على توخي الحذر في محيط كل الاحتجاجات والمظاهرات الكبيرة، مشيرة إلى أن المظاهرات السلمية يمكن أن تتحول إلى مواجهات وتتصاعد إلى أعمال عنف وحثت الشرطة الكندية على مراقبة الوضع. وكان رئيس الوزراء الكندي جاستن ترودو أدان في بيان الاثنين ”الاعتداء الإرهابي” الذي تمثل بإطلاق رجلين النار على مصلين في ختام صلاة في مسجد بكيبيك وأسفر عن سقوط ستة قتلى وثمانية جرحى. وقال ترودو في بيانه أن ”التنوع هو قوتنا، والتسامح الديني بالنسبة لنا ككنديين من القيم العزيزة علينا”. وأضاف ان ”المسلمين الكنديين يشكلون عنصرا مهما في نسيجنا الوطني وأعمالا جنونية مثل هذه لا مكان لها في مجتمعاتنا ومدننا وبلدنا”. وكان ترودو أكد السبت أن بلاده ماضية في استقبال اللاجئين ”بمعزل عن معتقداتهم”، في رد غير مباشر على قرار ترامب. وقال ترودو في تغريدة على تويتر ”إلى الذين يهربون من الاضطهاد والرعب والحرب، عليكم أن تعرفوا أن كندا ستستقبلكم بمعزل عن معتقداتكم”، مؤكدا أن ”التنوع يصنع قوتنا”. وأضاف: ”أهلا بكم في كندا”. ويأتي الاعتداء في وقت تعهدت أوتاوا بأن تستقبل المسلمين واللاجئين بعد قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المثير للجدل بحظر دخول مواطني سبع دول ذات غالبية سكانية مسلمة إلى الولاياتالمتحدة.