قالت السلطات الكندية، الاثنين، إن طالباً جامعياً كندياً-فرنسياً هو المشتبه به الوحيد في الاعتداء الذي وقع في مسجد في مدينة كيبيك وإنه تم توجيه الاتهام له بقتل ستة أشخاص عمداً فيما وصفه رئيس الوزراء جاستن ترودو بأنه "هجوم إرهابي". وعرفت وثائق قضائية المسلح الذي نفذ الهجوم على المصلين في صلاة العشاء، يوم الأحد، باسم ألكسندري بيسونت (27 عاماً). وأظهرت الوثائق القضائية أنه تم أيضاً توجيه الاتهام له بالشروع في قتل خمسة أشخاص. وكانت الشرطة أعلنت، أن بيسونت نفسه اتصل بها بعد نصف ساعة من تنفيذه الهجوم لتسليم نفسه. ومن المقرر، أن يمثل المتهم مجدداً أمام المحكمة في 21 فيفري في جلسة يوجه خلالها المدعي العام التهم رسمياً إليه. وامتنعت الشرطة عن الحديث عن الدوافع المحتملة وراء إطلاق النار. وقال مصدر كندي مطلع على الوضع: "ينظرون إلى الحادث باعتباره نفذ على يد مهاجم منفرد". وفي واشنطن قال مصدر مطلع بالحكومة الأمريكية، إن خبراء أمن بالحكومة الأمريكية يميلون إلى وجهة النظر القائلة بأن المسلح كان دافعه على الأرجح كراهية المسلمين. وقالت المصادر الكندية، إن رجلاً من أصل مغربي كان قد اعتقل بات يعتبر الآن شاهداً برغم أن جنسيته لم تعرف على الفور. ووصف رئيس الوزراء الكندي الحادث بأنه "هجوم إرهابي على المسلمين". جاء الهجوم عقب تصريحات لترودو قال فيها إن كندا سترحب باللاجئين وذلك رداً على قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تعليق برنامج قبول اللاجئين ومنع مواطني سبع دول يغلب على سكانها المسلمون من دخول الولاياتالمتحدة مؤقتاً لاعتبارات الأمن القومي. وواجهت إجراءات ترامب إدانة واسعة في الولاياتالمتحدة وفي الخارج باعتبارها تستهدف المسلمين. وقالت متحدثة باسم مستشفى جامعة مدينة كيبيك، إن خمسة من المصابين في هجوم المسجد يرقدون في وحدة العناية المركزة. وأضافت أن 12 آخرين يخضعون للعلاج من إصابات بسيطة. أحد القتلى أب لأربعة من جهة ثانية، أعلن المركز الثقافي الإسلامي في كيبيك، أن القتلى الستة هم جميعاً كنديون مزدوجو الجنسية. وقال نائب رئيس المركز محمد العبيدي، إن القتلى هم مغربي وجزائريان وتونسي وغينيان تتراوح أعمارهم بين 39 و60 عاماً. وقالت باميلا سكينة الحايت صديقة أحد رواد المسجد، إن جزاراً يملك متجراً قرب المسجد وهو أب لأربعة أولاد قتل في الهجوم. وقال علي وهو طالب بجامعة لافال، إنه كان يهرول متأخراً للحاق بالصلاة في المسجد الواقع قرب الجامعة في كيبيك. وعندما وصل كان المسجد قد تحول إلى مسرح جريمة. وأضاف بالهاتف: "كان الجميع في حالة صدمة". وبعد مرور 24 ساعة على المأساة لا تزال أسئلة كثيرة بشأن الاعتداء من دون إجابات ولا سيما تلك المتعلقة بالأسباب التي دفعت الشاب إلى إطلاق النار على المصلين في المسجد الواقع على بعد أقل من كيلومتر من منزله. وبانتظار جلاء هذه الأسباب، فإن حسابات المتهم على مواقع التواصل الاجتماعي والتي أغلقت بعيد الهجوم، تشير إلى إنه يعتنق أفكاراً قومية ويؤيد مواقف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إذ أنه غالباً ما أعاد نشر هذه المواقف على حساباته. وزادت الحوادث التي تنم عن رهاب المسلمين في كيبيك في السنوات الأخيرة. وباتت مسألة النقاب قضية في الانتخابات الاتحادية الكندية في 2015 لاسيما في كيبيك.