l دخول المنطقة في حيز النشاط الزلزالي، انزلاق التربة والفيضانات كشف المسئول التنفيذي الأول عن عاصمة البلاد عبد القادر زوخ، عن اقتناء مصالحه لأجهزة إنذار متطورة ضد الكوارث الطبيعية، وهي الخطوة التي فرضتها دخول منطقة العاصمة حيز النشاط الزلزالي وكذا انزلاق التربة والفيضانات، لاسيما هذين الأخيرين اللذين برزا مؤخرا وبقوة بفعل الاضطراب الجوي العنيف الذي مس، المنطقة وولايات أخرى من الوطن، إلى جانب أشغال البريكولاج التي فضحت القائمين عليها أمام العيان.
عادت الاضطرابات الجوية التي مست بأمطارها الغزيرة والمستمرة والرياح القوية ولاية الجزائر البيضاء خلال الأيام الماضية لتعري واقع سياسة الأشغال المغشوشة، أو ما يسمى بالبريكولاج، نتيجة اهتراء الطرقات وعدم التخطيط المسبق للمشاريع العمومية المنجزة، والتي كلفت ملايير الدينارات دون أن تضع الجهات المسئولة عنها مخططات لمجابهة الخواطر والكوارث الطبيعية، على غرار مشروع تهيئة وادي الحراش الذي يفتقر لمثل هذه المتطلبات ليفيض على مجاوري ضفافه، مع مئات العائلات التي لم ترحل بعد، والتي لازالت تقيم ببيوت هشة تفتقر لكل معايير السلامة على ضفافه، والذي يهدد حياتهم خطر فيضانه في كل مرة يرتفع فيها منسوب المياه، ناهيك عن البيوت الهشة الواقعة بالمرتفعات التي تشهد في كل مرة انزلاقا للتربة وتهدم العشرات من المنازل، كما اعتدنا أن نشهد بأعالي القصبة وباب الوادي وبوزريعة والأبيار. ناهيك عن نقص المتابعة والصيانة للمجاري والبالوعات، ما يتسبب في انسدادها وعدم تصريفها لمياه الأمطار وتشكل برك مائية تعيق حركة السير وتسمح بحدوث فيضانات، إلى جانب انعدام المتابعة للأشجار المائلة ذات الحجم الكبير التي تتسبب لدى هبوب الرياح القوية في سقوطها وإحداث طوارئ بغلق الطرق وتسجيل حوادث. واحتياطا ضد المخاطر والكوارث الطبيعية، كشف والي العاصمة عبد القادر زوخ، على هامش الندوة الصحفية التي عقدها مؤخرا على خلفية الحوادث التي تسبب فيها الاضطراب الجوي العنيف الذي مس المنطقة، اقتناء مصالحه لأجهزة إنذار متطورة ضد المخاطر والكوارث الطبيعية لتكون كافة الجهات على أهبة الاستعداد للتحدي لهذه المخاطر وتدارك الوضع، لاسيما أن هذه الاضطرابات وغيرها من الكوارث التي مرت بها العاصمة عرّت الغش وكشفت التلاعب وسياسة البريكولاج التي ينتهجها بعض القائمين على مشاريع مهمة بإقليم الجزائر البيضاء، وكذا النقص المسجل في مخططات الإنجاز وافتقار مثل هذه المشاريع الهامة التي كلفت الدولة مبالغ مالية كبيرة لمخططات الأمن والسلامة.