أوقف طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة إضرابهم عن الطعام الذي تواصل لعشرة أيام كاملة، ما أدى لتدهور الحالة الصحية للبعض منهم، وجاء قرارا توقيف الإضراب بعد أرضية الاتفاق بين وزارة الثقافة ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي من جهة وممثلي الطلبة في الجهة الأخرى. وأنهى الطلبة إضرابهم، مساء أول أمس، بعد الزيارة الثانية لوزير الثقافة عز الدين ميهوبي، الذي قدم حلولا للطلبة مع تلبية مطالبهم البيداغوجية المشروعة، خصوصا معادلة الشهادة أو اتباع نظام الدراسة الجديد الذي تسير عليه كل الجامعات والمدارس والمعاهد في الجزائر وهو نظام lmd. وتواصل إضراب طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة عشرة أيام كاملة وسط تدهور الحالة الصحية للبعض منهم، حيث أصر الطلبة على إيجاد حل لمطالبهم المشروعة والتي ينادون بها منذ سنوات ولم تجد الحل. وقال بعض المضربين بأنهم يريدون حلولا ملموسة في القريب العاجل من أجل إيقاف الإضراب، رغم تعريض صحتهم للخطر بحكم المضاعفات الصحية للإضراب. وأضافت مصادر من داخل المدرسة أن طلبة آخرين كانوا سينضمون إلى الإضراب وسط هبة تضامنية كبيرة من الناشطين على الساحة الثقافية الجزائرية. وكان وزير الثقافة عز الدين ميهوبي في زيارته الأخيرة قد تعهد بتثبيت إقامة الطلبة بقرية الفنانين بزرالدة، مع تأمين الأكل وتعزيز النقل بحافلة إضافية، على أن ينقل الطلبة في الموسم الدراسي المقبل إلى الأحياء الجامعية، وذلك بعد الترخيص الذي منحه وزير التعليم العالي والبحث العلمي للتكفل بطلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة. وعلى الصعيد البيداغوجي، التزم وزير الثقافة بتفعيل اللجنة المشتركة مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي لحل المسائل العالقة فيما يخص إمكانية استفادة الطلبة من نظام الLMD، وهو مطلب أساسي لدى الأساتذة والطلبة على حد سواء. ودعا ميهوبي ممثلي الطلبة إلى وضع أرضية مطالب بيداغوجية واضحة ومحددة لتحسين المناهج المعتمدة حاليا في التدريس، على أن يكونوا جزءا من مجموعة العمل التي تضم الأساتذة والوزارة الوصية وممثلين عن التعليم العالي بهدف ترقية منظومة التكوين في المدرسة، وهو ما وافق عليه الطلبة الذين التزموا بإيقاف الإضراب وتفادي شبح ”السنة البيضاء”. وأكد وزير الثقافة عز الدين ميهوبي، أول أمس، في تصريح لوكالة الأنباء الجزائرية، أن قطاعه استجاب لكل مطالب طلبة المدرسة العليا للفنون الجميلة، معتبرا أن ”أي احتجاج في (المدرسة) في الوقت الراهن لم يعد له سبب”. واعترف ميهوبي بأن المدرسة تحتاج إلى عمل كبير لاستعادة حضورها والمساهمة في الحياة الثقافية وأنها عاشت حالة تغييب لفترات سابقة، ما أسهم في تشكيل تراكم من المشكلات. وأضاف الوزير أن هناك مشكلات بيداغوجية ومردودية المدرسة أصبحت محدودة جدا بما استوجب علينا إيلاء كل الاهتمام لها، وفي هذا الصدد أكد أنه أصغى باهتمام لانشغالات الطلبة والإدارة والأساتذة، مذكرا بالحلول التي أوجدتها مصالحه، معتبرا أنها حلول استعجالية عبر التكفل بإقامة الطلبة بقرية الفنانين وتوفير النقل والإطعام، بالإضافة إلى تمكين المدرسة من وسائل العمل التقنية والفنية. وكانت وزارة الثقافة قد جددت، على لسان أمينها العام، اسماعيل أولبصير، في اجتماعه بطلبة المدرسة، يوم الأحد، التزامها بحل المشاكل الاجتماعية والبيداغوجية للطلبة الذين رفضوا إيقاف حركتهم الاحتجاجية قبل ”تطبيق الإجراءات الأولى” التي وعدوا بها. وتعيش المدرسة العليا للفنون الجميلة منذ الدخول الدراسي 2016-2017 وضعا متوترا ميزته حركات احتجاجية طلابية منذ 18 نوفمبر الماضي، للمطالبة بتحسين أوضاعهم الاجتماعية وفي مقدمتها مشكل الإيواء المطروح بالنسبة للطلبة الداخليين، كما شملت هذه المطالب مسائل بيداغوجية سبق وأن طرحت من قبل خاصة في الحركة الاحتجاجية ل2015 التي طالبت بمراجعة التكوين و فتح فضاءات عمل وورشات ومعادلة الشهادات.